السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم، وتشكرون على هذه الجهود الملموسة، وجعلها في ميزان حسناتكم.
عمري 24 سنة، وزني ما يقارب الـ80، لا أخفيكم أنني مصاب بمرض الوسواس القهري في الموت، والأمراض بشكل جنوني، وأصاب بالجنون من ( توهم الأمراض )، ويقال أن هناك أعراضا جسدية قد تصيب الشخص المصاب بهذا المرض كالتنميل، والوخز، وعدم الاتزان، والشعور بأنني لست على أرض الواقع.
هناك أعراض أصابتني بالجنون جدا، وحولت حياتي إلى جحيم، علما بأنني مصاب بالقلق منذ 6 سنوات، ولكن تطورت معي الحالة إلى أن أصبح هذا حالي! أنا يا دكتور، أجزم وأحلف أن ما أعاني منه هو مرض السرطان ليس غيره، وبالأخص ( سرطان الدم ) رغم ما أعانيه من أعراض هي:-
- تنميل.
- أشعر وكأن جسمي حارا، وهو عادي.
- عضلاتي تنبض.
- تنميل في العضلات.
- جفاف الفم ( أزعجني جدا ).
- عدم الشهية للأكل.
ذهبت إلى دكتور باطنية، وشرحت ما أعانيه بالتفصيل، وطلب مني تحليل فيتامين ( د ) فقط، وبعد ظهور النتيجة تبين أن فيتامين ناقص جدا أقل من الـ7، ولكن لا زلت متيقنا أن ما أعاني منه هو سرطان الدم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كثيرا ما تكون الوساوس المرضية موجهة نحو مرض واحد، أو أمراض متعددة، أو ربما لا يصل الإنسان لدرجة أن يشخص الحالة التي يعاني منها، فقط يعتقد أنه مريض، ويتنقل بين العيادات ويتجول بين الأطباء، ويدخل في هذه الحلقة المفرغة.
أنت الآن تعتقد بأنك مصاب بالسرطان – سلمنا والله وإياك وعافانا وعافاك من سيء الأسقام – اعتقادك هذا اعتقاد افتراضي؛ نسبة لإصابتك بالمراء المرضي حول هذا المرض؛ نسبة لأنه انتشر؛ نسبة لأنه مرض خطير - نسأل الله العافية والسلامة ويحفظنا ويحفظكم – وتعينك لسرطان الدم على وجه الخصوص كمرض مصاب به أنت، له أهمية نفسية، ربما يكون ناتجا من خبرة سابقة، ربما أنك سمعت عن أحد أصيب بمرض سرطان الدم، وتوفي بهذا المرض، أو قرأت عنه، أو شيء من هذا القبيل.
إذا لا بد أن يكون هناك محرك نفسي هو الذي أدخلك في هذه الحالة.
أيها الفاضل الكريم: أنا أقدر هذه الحالة التي استحوذت عليك بهذه الأفكار السخيفة، وقطعا أقول لك كما قال من هم قبلي أنك لا تعاني من سرطان الدم، لكنك تعاني من علة نفسية، وهي المراء المرضي والوسواسي، وهذا يعالج من خلال التحقير، وصرف الانتباه، والتوكل، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، قال تعالى: { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون }، وأن تعيش حياتك بصورة طبيعية: تنام مبكرا، تستيقظ مبكرا لصلاة الفجر، تبدأ يومك بإيجابية، تحسن إدارة وقتك، تمارس الرياضة باستمرار، لا خوف ولا وجل من المستقبل، وهكذا أخي الكريم.
هذه هي الأسس الرئيسية لصرف الانتباه عن هذه المخاوف، وفي بعض الأحيان أيضا وجد أن تثبيت مواعيد مع طبيب تثق به من أجل أن تزوره - مرة (مثلا) كل ثلاثة أو أربعة أشهر - من أجل الفحوصات العامة، والتغذية السليمة وجد أيضا أنها تفيد كثيرا في إزالة الخوف المرضي، وزيارة المرضى وما تحمله -إن شاء الله تعالى- من خير كثير للإنسان تقلل أيضا من الخوف المرضي، فاحرص على ذلك.
بعض العلاجات أيضا تساعد في علاج هذه المخاوف، منها عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) يضاف إليه عقار يعرف تجاريا باسم (جنبريد genprid)، ويعرف أيضا تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، لكن سوف أترك موضوع الأدوية لتناقشه مع طبيبك، وإن لم تذهب إلى طبيب نفسي يمكنك أن تذهب إلى طبيب المركز الصحي.
إذا خلاصة الأمر: أنا أجد لك العذر حول مخاوفك هذه، وأوضحت لك طرق العلاج، وأرجو أن تأخذ بها.
تعويض فيتامين (د) مهم، وأنت تسير على هذا الطريق.
وللفائدة راجع علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.