أعاني من صداع واضطراب الرؤية، والخشية من الإصابة بورم! فما تشخيص المرض؟

0 425

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكر جميع القائمين على هذا الموقع؛ لما يقدمونه من جليل الخدمات للزوار، فجزاكم الله عنا كل خير.

أرجو أن يتسع صدركم لأبسط أمامكم مشكلتي الصحية التي أرقتني منذ مدة، والتي تتلخص في كوني ومنذ حوالي شهرين، أحسست بألم في مقدمة رأسي، إذ كنت أحس بما يشبه تشنجا في عروق الرأس، في البداية تجاهلت الأمر، ومع استمراره وظهور أعراض أخرى، كتشوش في الرؤية، وزيادة الصداع المتنقل في أماكن متفرقة من الرأس، فعرضت حالتي في البداية على طبيب العيون الذي أكد بأنني لا أعاني من أي مشكلة في العينين.

بعد ذلك استشرت طبيبا مختصا في أمراض الدماغ وجراحة العمود الفقري، والذي أجرى لي في البداية فحصا سريريا، كانت أهم نتائجه وجود انخفاض في ضغط الدم، وشخص الطبيب آنذاك حالتي بأنها مجرد صداع وتوتر وقلق، خصوصا وأنني أخبرته بأنني قلق جدا من احتمال وجود ورم -لا قدر الله-، لا سيما و أن زوجة أحد زملائي في العمل تم اكتشاف ورم عندها في المخ -شفاها الله-، وقد وصف لي الطبيب المعالج دواء لرفع الضغط، اسمه (إيفورتيل)، وفيتامينات (سباسماغ)، وعقارا مضادا للقلق، واسمه (الدوغماتيل).

بعد مرور أسبوع واحد على التشخيص الأول، خف الصداع قليلا، وعند زيارتي الثانية للطبيب أضاف لي عقار (فاستاريل) المحسن للتروية الدموية، وواظبت على أخذ الدواء الموصوف لي لمدة شهر كامل، ولكن –للأسف- لم ألحظ تحسنا، بل ازدادت الأعراض حدة، مثل: تشوش الرؤية، الدوخة، بداية تنميل في ذراعي الأيسر، وخز في أماكن متفرقة في جسدي، تراجع في اليقظة والتركيز.

عدت مرة أخرى عند الطبيب، فوجد عندي الضغط الدموي منخفضا مرة أخرى، فحولني إلى مصحة للتشخيص بالأشعة، وطلب مني فحصا يسمى (tdm cérébrale)، والذي أجري بجهاز (سكانير) ذي 16 شريحة، مصحوب بإبرة ظليلية في العروق، -والحمد لله- كانت النتيجة طبيعية، ولم يكشف الفحص بالأشعة عن أية مشكلة.

فلم يكن من الطبيب المعالج إلا أن طمأنني، وأكد لي بأنه لا وجود لورم أو مشكلة خطيرة -والحمد لله-، وأضاف لي عقارا مضادا للدوخة والدوار، اسمه (بيتاسيرك).

رغم كل ذلك، فما زلت قلقا! فرغم تراجع حدة الصداع بشكل كبير، وبعد إجرائي للفحص المحوسب الأخير، إلا أن استمرار الدوار و اضطراب الرؤية، وخصوصا استمرار ثقل الذراع الأيسر -من الأصابع حتى المرفق- يؤرقني بشكل كبير.

الرجاء منكم التكرم بالإجابة على الأسئلة التالية:

1ـ ما دلالة الأعراض التي وصفتها لكم، وما تشخيصكم الأولي لحالتي؟

2ـ هل التصوير المقطعي المحوسب الذي أجري لي يمتلك الدقة الكافية لتشخيص الإصابات؟ وما أهم الأمراض التي يمكن أن يكشف عنها هذا الفحص؟

3ـ هل المطلوب مني إجراء الرنين المغناطيسي لمزيد من التدقيق أم أن الفحص الذي طلبه مني الطبيب (tdm) كاف لنفي وجود مرض خطير -لا قدر الله-؟

4ـ ما هي الوجهة الطبية التي تنصحونني بزيارتها مستقبلا؟

مع الشكر المسبق لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصداع المتكرر، والذي يصاحبه دوخة وزغللة أو تشويش في الرؤية، وعدم وجود أمراض في العيون أو الجيوب الأنفية، وبعد فحص (CT Scan)، وسلامة المخ؛ فإن ما تعاني منه في الغالب، هو الصداع النصفي، وهو توسع في الأوعية الدموية في الرأس، واستثارة المستقبلات العصبية داخلها، وهي المسؤولة عن الإحساس بالألم؛ مما يؤدي إلى نوبات من الصداع قد تشعر بها في جانب واحد من الرأس، وقد تشعر بها في كل الرأس، مع وجود أعراض تسبق نوبات الصداع تعرف بالأورا (Aura)، مثل: الغثيان، والتقيؤ، والحساسية المفرطة للضوء والضجيج.

يحتاج المريض كجزء أساسي من العلاج إلى الاسترخاء في غرفة مظلمة بعيدا عن الضوضاء والصوت العالي، وفي بعض الأحيان يأتي الصداع بدون تلك الأعراض، ويعرف بالصداع النصفي بدون (الأورا).

ما زالت أسباب الصداع النصفي غير مفهومة، إلا أنه وجد أن انخفاضا في مستوى هرمون (السيروتينين)، يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس؛ مما يؤدي إلى الصداع، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني، ولا يحتاج الصداع النصفي إلى فحوصات وأشعات.

مع العلم أن الاشعة المقطعية تصور مقاطع المخ بشكل دقيق، وتكفي جدا لتشخيص أي كتل أو أورام داخل المخ، وبالتالي لا حاجة لك لإعادتها مرة أخرى، ولا حاجة لإجراء رنين مغناطيسي، ويمكنك الارتباط بطبيب أمراض باطنة للمتابعة معه.

علاج الصداع أو الشقيقة من خلال مسكنات الألم، مثل: (بروفين)، 600 مج، بعد الأكل عند الضرورة، ويؤخذ أيضا (Triptans)، وهي حبوب 100 مج، تؤخذ مرتين يوميا أو في صورة بخاخ في الأنف، وهذا يعطي نتائج أسرع في علاج الصداع.

تعالج الشقيقة أيضا من خلال تناول الأدوية المضادة للإكتئاب (antidepressants)، مثل: (Cebralex 20 mg)، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويحسن الشعور بالضيق، ويقلل كثيرا من المخاوف المصاحبة للمرض.

الحجامة من بين البدائل العلاجية لمرض الصداع النصفي، فيمكن عمل حجامة عند خبير الحجامة، وفيها فائدة -إن شاء الله-.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات