متزوج منذ ثلاث سنوات ونصف ولم يكتمل حمل لزوجتي، فما الأسباب والعلاج؟

0 220

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج منذ ثلاث سنوات ونصف، حملت زوجتي بعد سنة من الزواج، وبعد مراجعة وأخذ منشطات، ولكن ما أراد الله أن يكتمل الحمل، أسقطت قبل إتمام الشهر الثالث. الآن لنا تقريبا سنتان ونصف ولم يتم الحمل، وأنا وزوجتي سليمان، راجعنا المستشفى وكل النتائج سليمة.

اتجهنا إلى الطب الشعبي، وهناك من تقول: عندك الرحم مائل. ومن تقول: عندك نفس، ولا بد من القراءة عليك. وأخرى تقول: عندك قرينة، وأعالجك ب(3000) ريال بالأعشاب والتحاميل في المهبل.

سؤالي: هل هذا الكلام صحيح أو نسج من الخيال ودجل؟.

سؤالي الثاني: هل خروج السائل المنوي من الرحم سبب في تأخير الحمل؟ وكما ذكر الطب الشعبي أنه سبب ميلان الرحم والقرينة، السائل المنوي يخرج حتى لو بقيت ساعات طويلة.

الله يجزيكم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كانت العلاقة الزوجية مكتملة مع الإيلاج الكامل فإن ما يخرج من فرج الزوجة هو إفرازات ناتجة عن الجماع، وليس المني، فلا قلق من هذه الناحية، وسواء كان الرحم مقلوبا أو في وضعه الطبيعي، فإن ذلك لا يؤثر على الحمل، ولا يمكن معرفة وضع الرحم إلا من خلال الكشف الطبي بمعرفة الطبيبة، وعمل سونار على الرحم؛ لمعرفة اتجاهه، ولكن قول العرافات -كما قلت- دجل، وخرافات، وليس له أساس علمي، المهم في الأمر هو وجود حيوان منوي طبيعي، وبويضات طبيعية.

والخطوة الأولى لمتابعة تأخر الحمل يجب على الزوج القيام بها، وهي تحليل المني رابع يوم من الجماع، حتى لو حصل حمل قبل ذلك؛ لأن الزوج منفردا مسؤول عن نسبة 40% من أسباب تأخر الحمل، والزوجة منفردة مسؤولة عن نسبة 40% أيضا، وباقي النسبة 20% تكون الأسباب مشتركة، بمعنى وجود مشكلة عند الزوج وعند الزوجة في نفس الوقت، ولذلك تحليل المني خطوة مهمة جدا لتوفير الجهد والوقت والمال، ولا حرج في ذلك إن شاء الله، والمهم أن تكون الدورة الشهرية منتظمة ما بين 21 إلى 34 يوما، وعدد أيام الدم من 3 إلى 7 أيام.

ومن المعروف أن بعض الأعشاب الطبية لها بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في التبويض الجيد، ولكن لا تعتبر عقاقير طبية، ويتم تناولها بالفم، وليس في صورة تحاميل في الفرج، ومنها أعشاب البردقوش، والمرمية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه والخضروات بكثرة؛ لأن تلك الأشياء لها بعض الخصائص الهرمونية التي قد تساعد في التبويض الجيد، وعلاج تكيس المبايض، بالإضافة إلى تناول حبوب (ferose F) التي تحتوي على فوليك أسيد، والحديد، وهناك كبسولات (TOTAL FERTILITY) لتقوية الدم، وتحسن المناعة، وتحسن التبويض مع أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنه ضروري لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.

وزيادة الوزن من أهم أسباب ضعف التبويض؛ لأنه يؤدي إلى تكيس المبايض، ولذلك يجب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة، حتى ينضبط مستوى هرمون الإنسولين؛ وبالتالي هرمون الذكورة، ولذلك يتم وصف أقراص جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا بعد الأكل، لأن هذه الحبوب تؤدي إلى تنظيم عمل الإنسولين الداخلي، وتقلل من مقاومة الخلايا لعمل الإنسولين، وهذا يحسن عملية التبويض، ويزيد من فرص الحمل.

كذلك فإن كسل هرمونات الغدة الدرقية قد يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة (TSH & Free T4) وفحص هرمون الحليب (prolactin) مع فحص صورة دم (CBC) وتناول العلاج المناسب حسب نتائج التحليل.

ولإعادة بناء بطانة الرحم يمكن للزوجة تناول حبوب دوفاستون أقراصا (Duphaston 10 mg) وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وتؤخذ قرصا واحدا مرتان يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة وحتى اليوم ال 26 من بدايتها، ثم تتوقفين عنه حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 شهور حسب انتظام الدورة الشهرية، مع تركيز الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة الشهرية؛ لأن الحمل لا يحدث في الأسبوع الذي يلي الغسل، والأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.
++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ منصورة فواز سالم طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
++++++++++++++++++++++
مرحبا بك –أيها الأخ الكريم– قد أفادتك الطبيبة الأخت الدكتورة منصورة –جزاها الله تعالى خيرا– الكثير من المعلومات التي تنفعك وتفيدك، ونسأل الله تعالى أن يمن عليك بالذرية الصالحة الطيبة، وبداية نذكرك –أيها الحبيب– بأن تأخر الحمل أمر مألوف، يقع لكثير من الناس، وقد قص الله تعالى علينا في كتابه قصة نبيه إبراهيم -عليه السلام– ونبيه زكريا –عليه السلام– وأن الله تعالى رزقهما الولد بعد انقطاع.

هذا أمر معتاد، ولو لم يكن ثم أشياء حسية مباشرة يمكن أن يعلل بها ذلك، فهذه قسمة الله تعالى، الذي له ملك السموات والأرض، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، والله سبحانه وتعالى يفعل بالعبد ما هو خير له، وعلى الإنسان أن يتلقى أقدار الله تعالى بالرضا، والعلم بأن ما يقضيه الله تعالى لعبده هو الخير والمصلحة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

ونصيحتنا لك أن تأخذ بالأسباب الحسية في التداوي إن كان ثم مرض أو مانع يحتاج إلى دواء.

وأما ما أخبروك به من كونك معرضا للعين أو للحسد أو غير ذلك، فنرى أنه أوهام لا ينبغي أن يتعلق بها القلب كثيرا، وعلى الإنسان المؤمن أن يجزم بأنه لا يصيبه إلا ما كتب الله تعالى له، وأن الناس كلهم لو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لا يقدرون على ذلك إلا فيما قضاه الله تعالى وقدره، ولكن يشرع للإنسان أن يتحصن بالأذكار التي شرعها الله تعالى للحفظ، كما يشرع له استعمال الرقية الشرعية، فإنها تنفع مما نزل ومما لم تنزل بالإنسان، لكن عليه أن يعقد في قلبه أنه لا يضره إلا ما كتب الله تعالى له.

وليس فيما رأينا في استشارتك ما يجعلنا نحكم بأنك مصاب بالعين، ولكن لو استشرت بعض المتخصصين في الرقية ممن عرف صلاحهم، وبانت استقامتهم، وكان ظاهرهم التمسك بالسنة والصلاح والاستقامة، فإنهم سيرشدونك -بإذن الله تعالى– إلى ما فيه الخير.

لكن نصيحتنا الإجمالية: الاعتصام بذكر الله تعالى، والتحصن بذكره، لا سيما أذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، ونحو ذلك من الأذكار الموظفة، واستعمال الرقية الشرعية بقراءة القرآن على ماء وشربه والاغتسال به، فإن هذا نافع بإذن الله تعالى.

نسأل الله أن يقدر لكم الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات