السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لا أحس برأسي، وأعاني من الأرق، لكني لا أحس بألم، أو أي شيء في رأسي، أحس برأسي خفيفا جدا، كأنه لا يعمل، منذ مدة وأنا لا أنام، ولكن دماغي لا يستجيب، لا أحس لا بثقله، ولا وأحس بصداع، وعندي زغللة في العينين، قمت بالأشعة المقطعية للرأس فكان سليما، والتحاليل سليمة, أخذت البروزام، لكن لا أحس به دماغي لا يستجيب للأدوية.
علما أن هذه الحالة جاءتني فجأة، وكنت قبل هذه الحالة، أستعمل دواء اسمه ميونتالجك يحتوي على مادة الترامادول، وصفه لي طبيب عام، حتى وصلت إلى حالة الإدمان، تناولته 5 إلى 6 حبات يوميا مدة عام، وفي يوم من الأيام حدث لي شيء غريب كأن رأسي انفصل عن جسمي، لا أحس به نهائيا مع تبلد في المشاعر.
ذهبت إلى عدة أطباء نفسيين، وأخدت عدة علاجات بدون جدوى، لا أحس بطعم الحياة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك – أخي الكريم – واضحة، وأتفق معك أن أعراضك فيها شيء من الضبابية، الشعور بأن الرأس خفيف، أو كأنه لا يعمل، هذا بالفعل شعور سخيف، يعطي الإنسان شعورا بالتوتر وعدم الطمأنينة، ومثل هذا الشعور نجده لدى بعض الذين يعانون من القلق، حتى وإن لم يكن القلق واضحا.
فيا أخي الكريم: أنا أرى أن حالتك تندرج تحت أمراض القلق النفسي، وإن شاء الله تعالى هي بسيطة، أنت قمت بإجراء الفحوصات وكانت كلها مطمئنة، وهذا شيء جيد؛ لأنك الآن تنطلق من قاعدة طبية سليمة، وهي أن جسدك بفضل من الله تعالى سليم وصحيح ومعافى، إذا الذي بقي هو هذه الحالة النفسية البسيطة، وهذه تعالجها من خلال تغيير نمط الحياة.
أنت تعاطيت الترامادول، ولا شك أنه عقار له فوائد، واستعمالات طبية معينة، لكنه خطير جدا، حيث إنه أحد المواد التي تسبب الإدمان، يضر كثيرا بالمستقبلات العصبية في الدماغ، وهي مواد معروفة، لها أهميتها في ترتيب المزاج، وكذلك القلق والمخاوف والوساوس.
عموما -الحمد لله تعالى- أنت أقلعت عن هذا الدواء الذي وصف لك دون أن تعلم، وآثاره - إن شاء الله تعالى – على الأقل آثاره على المدى القريب سوف تكون انقطعت تماما، فلا تنزعج، إنما عليك بتغيير نمط حياتك لتكون أكثر إيجابية، أكثر نشاطا، وتمارس الرياضة بانتظام وانتظام شديد، أعتقد أن ذلك سوف يبدل حياتك ويجعلها طيبة وهانئة تماما.
أن تكون هنالك أهداف، أيضا هذا يشعر الإنسان بأنه فعال، بأنه مستمتع بحياته، الخطط المستقبلية دائما مهمة في حياتنا، ويجب أن نضع الآليات والسبل والطرق التي توصلنا إلى أهدافنا أيها الأخ الكريم.
اكتساب المعارف، القراءة، الاطلاع، أيضا تصرف انتباه الإنسان عن أعراضه، وتجعله أكثر تأهيلا وأكثر كفاءة.
الحرص على الفرائض في وقتها، خاصة الصلاة في المسجد مع الجماعة، هذا داعم نفسي عظيم للإنسان ليكون قويا ثابتا مطمئنا ومتفائلا، فاحرص على هذا كله.
أنت لم تذكر عمرك، لكن أحسب أنك فوق العشرين عاما، والسبب لمعرفة العمر هو وصف الأدوية، الأدوية لها ضوابط السلامة، وقطعا هناك أدوية لا توصف لأعمار صغيرة.
إن استطعت أن تذهب إلى الطبيب النفسي هذا سوف يكون جيدا، وإن لم تستطع إذا كان عمرك أكثر من عشرين عاما أعتقد أن تناول دواء مثل (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، وهو دواء بسيط جدا، مع جرعة صغيرة جدا من الـ (زيروكسات Seroxat)، والذي يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) سيكون أمرا جيدا بالنسبة لك.
الزيروكسات أو ما يعرف تجاريا باسم (ديروكسات Deroxat) في المغرب، تناوله بجرعة عشرة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجراما – تناولها ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وبالنسبة للدوجماتيل تناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسون مليجراما) صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسون مليجراما – أي كبسولة واحدة – صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله. أدوية سليمة وفاعلة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.