السؤال
السلام عليكم.
بعد أن وجدت عددا كبيرا من الأدوية الرخيصة الفعالة لعلاج الرهاب الاجتماعي مثل: (philozac) و(moodapex)، أصبت بوسواس من هذه الأدوية، فأخاف أن أشتريها لأنني قرأت عن أشخاص أصيبوا بالهوس بعد تناولهم لمثل هذه الأدوية، أشخاص في الأصل لا يعانون من الاضطراب الوجداني، ولكن ظهر بعد تناولهم للعلاج، وأخاف أن أكون مهيأ لهذا المرض -لا قدر الله- عند تناول هذه النوعية من الدواء.
أرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟ علما أنه يستحيل أن أذهب إلى الطبيب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: ما الذي يجعل من المستحيل أن تذهب إلى الطيب؟ لا، هذا التفكير خاطئ جدا، وهذا يمثل وصمة اجتماعية كبيرة، أنت شاب متفهم لطبيعة الأشياء، والآن نحن في عصر -الحمد لله تعالى- يوجد فيه تخصصات، والطب النفسي تقدم بصورة كبيرة جدا، فلا تضع أمام نفسك هذا الحاجز أنني لن أذهب إلى الطبيب، لا، من حقك أن تذهب، من حقك أن تستفسر، من حقك أن يناظرك الطبيب وتجري معه الحوار الإيجابي الذي يقود إلى تشخيص حالتك بصورة صحيحة، ومن ثم توضع لك الخطة العلاجية وتتم المتابعة، هذا هو الأصل في الأمور، فلا تضع لنفسك أبدا حاجزا.
بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب وفي نفس الوقت مضادة للمخاوف: لا تؤدي أبدا إلى الهوس، هذا ليس صحيحا، إلا إذا كان الإنسان لديه ما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية أو الثالثة، هذا غالبا يكون اضطرابا كامنا خاملا، لكن قد يستثار لأسباب عديدة ومنها تناول الأدوية التي تؤدي إلى ارتفاع المزاج وربما الانشراح.
فالأمر واضح جدا –أيها الفاضل الكريم– والمودابكس هو أحد الأدوية، أي أنه قد يجعل للإنسان القابلية لأن ينتقل إلى القطب الهوسي إذا كان في الأصل لديه اضطراب واجداني ثنائي القطبية، فالأمر محسوم ومحسوم جدا في هذا السياق، وأعتقد أن ذهابك للطبيب ومناقشته سوف يفيدك كثيرا، وإن أردت أن تأخذ بما ذكرته لك كقناعة علمية حقيقية فهذا أيضا فيه خير كثير لك -إن شاء الله تعالى-.
أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.