السؤال
السلام عليكم.
أولا: شكرا على مساعدتكم للناس، وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
سؤالي هو: لدي مشكلة في الفك السفلي منذ أكثر من عام، لا أستطيع فتح فمي كليا، قمت بعملية نزع ضروس العقل ولم يحصل تحسن ملحوظ؛ سوى أن الألم خف قليلا، بما تنصحونني؟
علما أني عانيت من أعراض كثيرة قبل العملية، من وجع في الرأس، والكتفين، ودوخة، وخفت بعد العملية، فهل هذا مؤشر للشفاء؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك.
إن تحدد حركة الفم وصعوبة الفتح تعود لأسباب عدة ومنها:
المسبب الأول: هو التواج أو التهاب اللثة، وتشكل جيب لثوي حول الرحى الثالثة السفلية ( ضرس العقل ) البازغ بشكل جزئي غير كامل ضمن جوف الفم، ويحدث لدى المريض ألم شديد يمتد للأذن، ويتسبب بصداع وألم بالأذن بالجهة الموافقة لمنطقة الالتهاب، ويترافق برائحة فموية، وصعوبة فتح الفم، تكون شديدة عند الصباح بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، ويترافق بترفع حروري وانتباج في العقد اللمفية في الجهة الموافقة للإصابة، ويكون العلاج في هذه الحالة كالتالي:
التنظيف الجيد حول منطقة الالتهاب بالتفريش بشكل لطيف، واستعمال مضمضة hydrogen peroxide 3% ثلاث مرات يوميا ولمدة خمسة أيام، بالإضافة إلى استعمال مضاد حيوي وهو: rodogyle tab حبة واحدة ثلاث مرات يوميا، واستعمال مضاد التهاب غير ستيروئيدي مثل: cataflam حبة مرتين يوميا ولمدة خمسة أيام، وبعد أن تخف الحالة الالتهابية وينتهي الألم يتوجب مراجعة الطبيب لتقييم الحالة، وهل يستدعي خلع السن أو من الممكن الحفاظ عليه؟ وأنا أفضل خلع السن في حال تكرار هذه الالتهاب حول السن عدة مرات خلال شهر.
أخي الكريم: في هذه الحالة يكون تحدد وصعوبة فتح الفم خلال المرحلة الحادة أو الهجومية للانتان ويكون كما ذكرت سابقا صباحي, ولكن يجب أن ينتهي هذا التحدد بعد شفاء الحالة وانتهاء الانتان.
وإن الآلام التي تعاني منها، من صداع ودوخة، يكون الانطمار أو عدم بزوغ السن بشكل كامل عاملا مسببا رئيسيا فيها، وكون الأعراض لديك منذ أكثر من عام فكان من المفضل أنك قمت بخلع ضرس العقل إذا شخصت أنها هي المسبب، وكون الأعراض التي كنت تشكو منها خفت بعد الخلع فهذا مؤشر جيد للشفاء، ولكن بنفس الوقت يجب أن تكون قد انتهيت من مشكلة صعوبة فتح الفم.
ولا يجوز أن تستمر هذه المشكلة بعد الخلع بفترة طويلة، ومن المفترض أن يحدث تحسن خلال فترة أقصاها أسبوعين بعد الخلع، وإلا فإن السبب ليس من الأرحاء الثالثة.
المسبب الثاني: هو اضطرابات المفصل الفكي الصدغي، ويتظاهر أعراضه بآلام صباحية أمام الأذن، وصعوبة فتح الفم لفترة وجيزة بعد الاستيقاظ من النوم، مترافقة مع تشنج وشد عضلي للعضلات الماضغة، وصداع مرافق.
ويكون العلاج في هذه الحالة بمراجعة الطبيب، وعمل تصوير شعاعي للمفصل الفكي الصدغي، بوضعية الفتح والإغلاق، وتشخيص الحالة بشكل دقيق، وأخذ مقاس للأسنان من أجل عمل جهاز رفع عضة قاسي (واقي ليلي يمتص الجهود العضلية المطبقة على الأسنان، ويستعمل أثناء النوم)، بالإضافة إلى استعمال الأدوية التالية: sirdalud 4 mg مرتين يوميا لمدة 14 يوما، وإعطاء مضادات الالتهاب غير الستروئيدية مثل: emifen 600mg مرتين يوميا لمدة أسبوع، لتسكين الألم المرافق، بالإضافة إلى إعطاء مرمم للقرص المفصلي مثل الت: dorofen مرتين يوميا لمدة شهرين.
ويمكنك -أخي الفاضل- مراجعة الاستشارة ذات الرقم (2254431) للتوسع أكثر في هذا المسبب وعلاجه.
المسبب الثالث: حدوث رض على الفك السفلي (سقوط، أو إصابة مباشرة بجسم قاس...)، أدت إلى حدوت أذية عظمية أو أذية مفصلية، وأهملت مما تسبب بحدوث تليف أو تندب معيب لمنطقة الأذية، هذه الحالة يجب أن تتذكرها خلال الفترة السابقة وقبل حدوث المشكلة، وفي حال حدثت يفضل مراجعة الطبيب لإجراء التصوير الشعاعي وتقييم الحالة بشكل جيد، وقد يكون العلاج دوائيا فقط؛ بالمرخيات العضلية والمسكنات والعلاج الفيزيائي، وفقط في الحالات الشديدة يكون الحل جراحيا.
وأخيرا أدعو الله لك بالشفاء العاجل، ودوام الصحة والعافية.