أعاني من وساوس شيطانية غريبة مع أن إيماني قوي.

0 237

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 18 عاما، مسلم سني، ولله الحمد، معروف لدينا أن الشيطان عدو الإنسان، وأنه دائما يأمر الإنسان بفعل المعاصي والعياذ بالله، ولكل إنسان شيطان يوسوس له، لكي يختبره الله -سبحانه وتعالى-.

بالنسبة لي أنا الوساوس التي تأتيني غريبة جدا، وقبل أن أذكرها أريد القول بأني -الحمد لله- إيماني بالله قوي جدا، لا يستطيع الشيطان أن يوقعني بمعصية حتى لو كان إبليس نفسه يوسوس لي فلن يستطيع ذلك.

ما أريد قوله هو أن الشيطان يأمر الإنسان أن يفعل المعصية لكن أنا حالتي مختلفة.

الشيطان يوسوس لي بأشياء 100% لم أفعلها، وبرئ منها، يعني مثلا يقول لي: إنني قلت كذا وكذا، وأنا لم أقل! أو يقول: إنه حدث لي كذا وكذا وفي الحقيقة لم يحدث ذلك أو مثلا يقول: إنني فعلت كذا، وأنا لم أفعل، وأحيانا يتكلم بسوء ويتهمني أنني أنا الفاعل، وأحيانا يتهمني أنني كذا وكذا، وأنا برئ من ذلك، ولا أعرف لماذا؟

أكثر وساوسه هي اتهامات وأشياء لم تحدث لي، يوجهها إلي وأنا برئ منها، وأشعر أنني أنا الوحيد من يأتيه وساوس مثل هكذا، هل شيطاني يختلف عن الشياطين الأخرى أم ماذا، أم أنه لم يستطع إيقاعي بمعصية فأصبحت وساوسه كلها اتهامات؟

أذكر أني عندما كنت طفلا كنت أتوضأ للصلاة أكثر من مرة بذات الوقت، بسبب وساوسه واتهاماته لي أنني نقضت الوضوء، وذلك لم يحدث، والله الذي لا إله إلا هو أن الشيطان لن يستطيع أن يوقعني بمعصية لا هو ولا حتى إبليس نفسه، ولن أتأثر به أبدا، وإيماني بالله يزداد كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله.

أترك الإجابة لكم إخواني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك كيد الشطيان ومكره، وأن يرزقك المزيد من الهداية والصلاح.

ما ذكرته -أيها الولد الحبيب- من وساوس الشيطان التي يحاول بها أن يوهمك بأنك فعلت الشيء وأنت لم تفعله، هي مجرد وساوس، يريد من خلالها أن يثبطك عن الطاعات، أو يثقلها عليك، فإن أمنيته من الإنسان المؤمن أن يصده عن ذكر الله وعن الصلاة، كما أنه حريص غاية الحرص على إدخال الحزن إلى قلب الإنسان المؤمن، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا}.

علاج ذلك -أيها الحبيب- أن تعرض عنه بالكلية، فلا تلتفت إليه، ولا ترتب عليه أحكاما، فكلما أوهمك الشيطان بأن طهارتك انتقضت، أو أن صلاتك لم تؤدها على الوجه الذي ينبغي، أو غير ذلك من الوسواس، لا تلتفت إلى هذه الوساوس، ولا تبن عليها حكما، فلا تتطهر ثانية لمجرد الشك والوسوسة أن طهارتك الأولى انتقضت، وهكذا.

إذا ثبت على هذا الطريق فإن الشيطان سييأس منك ويتحول، وهذه الوساوس التي يأتيك بها الشيطان ليست فريدة من نوعها، فهو يحاول أن يتسلط بها على الناس كلهم، ولكنه إذا وجد مقاومة من الإنسان واستقامة واستعاذة بالله تعالى فإنه ييأس منه ويتحول إلى غيره.

هذا هو دواؤك الذي ينبغي أن تصبر عليه، وأن تستعين بالله تعالى عليه.

أما ما ذكرته من أن الشيطان لا يقدر على إغوائك، وأنه لا يستطيع أبدا أن يوقعك في معصية، فهذا الشعور ينبغي أن تتخلص منه، وأن تعلم أنك إن لم تستعن بالله وإن لم يقوك الله وإن لم يحفظك الله فإنك ضعيف، والشيطان يستطيع أن يمكر بك مكرا شديدا، وربما أوقعك في ذنوب ومعاص أنت لا تدري بأنها ذنوب ومعاص، إلى غير ذلك من أساليبه في المكر والخبث، فأنت محتاج أشد الحاجة أن تتعلم دين الله تعالى، أي تتعلم الفرائض، فتتعلم ما أمرك الله تعالى به، وما نهاك عنه، وأن تستعين بالله تعالى، وتطلب منه أن يثبتك على القيام بهذه الفرائض واجتناب المحرمات، فلا تأمن على نفسك.

نعم نحن نوافقك بأن كيد الشيطان ضعيف كما أخبر الله تعالى عنه، لكن ذلك حينما يكون الإنسان مستبصرا عالما بما يطلب منه، عارفا بكيفية دفع الشيطان عن نفسه، مستعينا بالله تعالى، فإن لم يعنك الله تعالى فإنك لن تقدر على شيء، ولهذا كانت كلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) كنز من كنوز الجنة، فالإنسان لا قوة له إلا بالله، ولا قدرة له على أن يتحول من حال إلى حال إلا بإعانة الله، وقد أمرنا الله تعالى أن نقول في صلاتنا في كل ركعة {إياك نعبد وإياك نستعين} فاعبد الله واستعن به، تصل إلى ما يرضيه.

نسأل الله تعالى لك مزيدا من الهداية والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات