أنا إنسان ملتزم، عاطل عن العمل، ومكتئب من الصباح إلى الليل

0 241

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا على هذا الموقع الطيب.

أنا أعاني من قلق متواصل ناتج عن مشاكل في البيت منذ صغري، وتحول إلى اكتئاب، ولم يعد لي أي هدف في الحياة، ولم يعد يهمني أي شيء، وإذا أمكنني أن أختصر حالتي في نقاط فهي كالتالي:

- الخوف عند مرض أحد في العائلة، ولست أخاف من موته، بل لا أحب البكاء والصراخ من بعده والفوضى وتجمع الناس.

- قلق متواصل وحتى حين أضحك، وأثناء الضحك أقول: إنها ضحكة وسوف تنتهي، ولا حاجة لي بها.

- غضب سريع، وأجري مسرعا مباشرة بعد سماع أي حركة في البيت لأطمئن، أصبح هذا الأمر وسواسا.

-هناك واجبات مع والدتي تجعلني أبتعد عن البشر، وإن لم تكن أمي موجودة لأكملت حياتي لوحدي.

- أكره الكلام ولا أريد من أحد أن يكلمني، وكل ما يقوله الناس أراه ضجيجا تافها ولا يهمني.

- كوابيس في النوم وأرق.

وأخيرا: أحس بأن شيئا سيحدث دائما، وأحمل مشاكل البيت كله على عاتقي، مع أنه ليس لي دخل في كثير من الأمور، وأحمل همهم وهم يضحكون وحياتهم تسير بشكل سليم، وأنا أفكر في مكانهم.

مشكلتي الاكتئاب: أنا إنسان ملتزم دينيا، عاطل عن العمل، ومكتئب من الصباح إلى الليل.

آسف على الإطالة، والتعقيد في الكلام، ورغم هذا كله أرى أني لم أذكر كل شيء.

بارك الله فيكم، وجزاكم عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

رسالتك واضحة، والنقاط التي ذكرتها تشير إلى أن لديك مخاوف وقلق وسواسي بسيط، تولد عن هذا مزاج اكتئابي، أنت تتكدر نسبة لما يدور في ذهنك من قلق ومخاوف، وشيء من الوسوسة، كما أن عدم العمل مشكلة كبيرة جدا، قيمة الرجل في العمل، العمل هو ضلع الإنجاز في المثلث السلوكي، وأقصد بذلك أن الإنسان سلوكيا يتكون من أفكار، ومشاعر، وفعل، أو عمل، الأفكار قد تكون سلبية، المشاعر قد تكون سلبية، وهذا يؤدي إلى البعد عن العمل، لذا ننصح دائما الذين لا يعملون بأن العمل ضروري ومهم، وهو مفتاح تغيير المشاعر.

أخي الكريم: حتى تحس بأن لك قيمة حقيقية يجب أن تعمل، اطرق باب العمل، لا تيأس، لا تتوقف عن البحث أبدا، وسل الله تعالى أن يسهل لك وييسر لك العمل.

وفي ذات الوقت مارس الرياضة، وأكثر من التواصل الاجتماعي، هذه وسائل علاجية ممتازة جدا، وإذا كان عمرك أكثر من عشرين عاما فليس هنالك ما يمنعك من تناول أحد محسنات المزاج البسيطة، وعقار (زولفت Zoloft)، أو يسمى تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون مناسبا جدا لك.

الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجراما – تتناولها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة كاملة ليلا، تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناولها.

أعجبني التزامك الديني قطعا، لكن لم يعجبني أنك عاطل عن العمل، فأرجو أن تبحث عن عمل، فهو وسيلة علاجية محترمة وممتازة ومفيدة لإزالة الاكتئاب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات