رفض الفتاة للخاطب بسبب اشتراطه بقاءها في البيت

0 295

السؤال

عندي سؤالان:
الأول: أنا فتاة في كلية الطب، تقدم لي ستة إخوة ولم يحصل القبول إلا مع أخ واحد فقط، ولكن اختلفنا في وجهات النظر، فهو يريدني أن أجلس في البيت، وأنا رفضت ذلك، ثم بعد ذلك ندمت لأنني شعرت بأنني فضلت الدنيا عن الآخرة، ولأن هذا هو الأخ الوحيد الذي قبلته، وكلما جاء أحد بعده أعقد مقارنة بينه وبين هذا الأخ ثم لا أوافق، والآن أريد أن أعرف ما معنى القبول؟ وهل كنت مخطئة عندما رفضت هذا الأخ؟

الثاني: هل يحرم عمل المرأة كطبيبة في بلد مليئة بالاختلاط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نهى عزت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير، وأن يرضيك به، وأن يرزقنا السداد في الأقوال والأحوال والأفعال، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

إن المرأة لا تجد نفسها ولا تنال سعادتها إلا في بيتها الذي هو مملكتها العظمى التي تخرج منها القادة الأبطال والعلماء الأفذاذ، ووراء كل عظيم امرأة على ما قيل، ومهنة المرأة في بيتها تعدل أشرف المهام التي يقوم بها الرجال، فهذه أسماء بنت يزيد رضي الله عنه وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: (إن الله رب الرجال ورب النساء وإن الرجال إذا خرجوا للغزو نالوا كذا وكذا، فما لنا نحن معشر النساء، ونحن قعيدات في البيوت؟ فحسن النبي صلى الله عليه وسلم كلامها، وتعجب من حسن عرضها وسؤالها، ثم قال لها : أخبري من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وقيامها بحقه يعدل ما هناك، وقليل منكن تفعله) فتأملي يا ابنتي كيف نجد أن الرجل يجاهد ويقتل وهذه أشرف المقامات، والمرأة تنال مثل ما ينال إذا أحسنت رعاية أبنائها وقامت بحق زوجها، وحفظته في نفسها وماله وعياله.
وإذا تخلت المرأة عن مملكتها تنكشف في ظهر الأمة ثغرات لا يمكن أن تسد إلا بعودة المرأة إلى بيتها وقرارها فيه.
إن الذين يطالبون مشاركة المرأة في الحياة العامة، بل ويزعمون أن نصف المجتمع معطل نسوا أنهم يطالبون المرأة بالتخلي عن مهمتها الأصلية لتزاحم الرجال الذين لا يجد كثير منهم وظائف وفرص للعمل، وحين خرجت المرأة ضاع الأبناء وضاع العمل حين انشغل العاملون بالنظر إلى النساء، واهتمت المرأة بهندامها، وبالغت في زينتها، فلا التقدم المزعوم حققنا، ولا على الدين والقيم حافظنا، والله المستعان.
وإذا وجدت المرأة زوجا يغار عليها، ويطلب منها التفرغ لبيته وعياله، فتلك سعادة الدنيا والآخرة، بل وهذا ما تنادى به حتى العاقلات من الغربيات حين وجدن أنفسهن في سوق العمل وحولهن شهوات الرجال تضطرب في حيوانية، انقلبت موجة التحرر إلى تحلل من الفضيلة والعفة.

وأنصحك بعدم رد صاحب الدين إذا طرق الباب، واطلبي فرصة للاستخارة والاستشارة، فلن يخيب من يستخير العظيم ويستشير صالحي المؤمنين .

ولا تقولي: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قولي: قدر الله وما شاء فعل، واستقبلي الحياة بروح جديدة، وتوجهي إلى الله، وأملي ما يسرك، والذي جاء بذلك الرجل سوف يأتيك بغيره من الأخيار، ويكفي في الرجل دينه وأخلاقه واستعداده للعمل وتحمل المسئولية والأرزاق بيد الله، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، ولا فائدة في نسب أو حسب أو مال أو حسن هندام إذا لم يكن معه تقوى لله.

والطب مهنة شريفة ووظيفة يستطيع الإنسان من خلالها أن يخدم أمته، والطبيب الموفق يقدم النصح مع جرعة الدواء، ويذكر المرضى برحمة من رفع السماء سبحانه، وباللجوء إليه يدفع البلاء، ولكن هذه المهنة العظيمة يعكر صفوها وجود الاختلاط، مع أن الأمة تحتاج لطبيبات مسلمات حتى لا تتعرض النساء للحرج إذا تعاملن مع طبيب رجل، والصواب أن تعمل المرأة في عيادة النساء، وإذا يسر الله لك إتمام الدراسة فأرجو أن تتذكري أن دينك أغلى من الدرهم والدينار، فابتعدي عن مواطن الرجال، وواظبي على طاعة الله الكبير المتعال، واعقدي نية الخدمة والمساعدة للمسلمات، فإذا أصبح عندك أطفال فأرجو أن تعودي للبيت، ودعي المكان لغيرك من الصالحين والصالحات.
والمسلم يوازن بين المصالح والمفاسد، ويستفت قلبه وإن أفتاه الناس، وطاعة الله ورسوله أنفع لنا.

نسأل الله العظيم أن يبرم لأمتنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعته، ويذل فيه أهل معصيته، ويحتكم فيه لأمر الله وشرعه، والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات