السؤال
السلام عليكم.
أنا طالب في السنة الأولى من الجامعة, لكني لا أعرف إطلاقا كيف أنظم وقتي، فأنا أستيقظ الساعة 6 صباحا، وأغادر المنزل الساعة 6:45، وأصل الجامعة الساعة 7:45, وتبدأ المحاضرة الأولى الساعة 8, ويومي ينتهي الساعة 4 عصرا, وأصل إلى البيت الساعة 5, وبعد تبديل الملابس والاغتسال والصلاة وتناول الطعام تكون الساعة 6.
والآن أقف حائرا, هل ينبغي أن أذاكر الساعة 6 حتى أشعر بالنعاس, أم آخذ قيلولة لمدة ساعتين، وأبدأ المذاكرة الساعة 8، وأنام الساعة 12 منتصف الليل, أم أنام الساعة 6، وأستيقظ الساعة 3 صباحا، وأذاكر حتى أغادر المنزل؟ أنا في حيرة شديدة.
وكيف أستغل وقت الفراغ بين المحاضرات.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لقد أسعدنا هذا السؤال؛ لأنه البداية الصحيحة لوضع الأمور في نصابها. وأرجو أن تعلم أن هناك من تمضي به الأيام والسنوات دون أن يشعر بها، أو يدرك أنها خصم من عمره، وكم هي غالية هذه السنوات التي تمر ولا يمكن للإنسان أن يشتريها حتى بأغلى الأثمان.
والنجاح في تنظيم الوقت يبدأ في الانتظام في الصلوات، ومن المهم أن تجعل يومك يبدأ بصلاة الفجر والأذكار، والبركة في البكور، والفرق كبير بين من ينهض للعمل أو للدراسة، وبين من ينهض للصلاة، ثم يسأل الله المعونة على الدراسة والعمل، ومن صلى الفجر فهو في ذمة الله، فاحفظ الله يحفظك.
وهناك تجارب لطلاب نعرفهم، وهم من القمم العلمية في عالمنا، كان الواحد منهم يستخدم وقت المواصلات في حفظ النصوص والقوانين والمعادلات والتعريفات، ووجد في العلماء من حفظ بعض الكتب المؤلفة في الأحاديث في طريقه إلى المسجد جيئة وذهابا.
ولا بد من وضع جدول للمذاكرة، فيه وقت للراحة، وفيه فرصة للتواصل مع أفراد الأسرة، مع ضرورة إعطاء النفس حقها من الطعام، وحظها من النوم.
ولا مانع من أن تكون هناك مرونة في وضع الجدول وفي فقراته، ونكرر دعوتنا لك بملاحظة أوقات الصلوات حتى تؤديها في وقتها، وهي فرصة كبيرة للتزود بالنشاط والطمأنينة، فالصلوات في أوقاتها محطات إيمانية، وهنيئا لمن حافظ عليها.
ونحن نؤكد على أهمية عمل جدول، وأهمية أن يكون مكتوبا، وضرورة أن يكون مقدورا على تنفيذه، ونتمنى أن تتواصل مع موقعك، وتعرض علينا الجدول الذي يتناسب معك في إطار الملاحظات التي وصلتك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بقول النبي: ( اكلفوا من العمل ما تطيقون)، وهذا في أعمال الآخرة وفي عمل الدنيا خشية أن تصاب النفوس بالملل.
وعليك بالدعاء فإنه سلاح المؤمن، ونوصيك بالذكر فإنه باعث على النشاط، وعليك بالصبر فإن العاقبة لأهله.
وفقك الله وسدد خطاك، وحفظك وأيدك وتولاك.