السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل عام تعاطيت مخدر ( حشيش )، فأحسست بهبوط، وظننت أنه الموت! فأصبحت أصرخ بأعلى ما يمكن إلى أن هدئت، ورجعت للمنزل، فإذا بي يتملكني خوف غريب من الموت، وأن هذه آخر لحظاتي في الحياة، واستمر الخوف والقلق من الموت لمدة عام.
أشعر أنني أصبت بالجنون من كثرة التفكير، والخوف، وفقدت اجتماعيتي، فأصبحت لا أخرج خوفا من الموت، وأصبحت أخاف دخول المستشفيات، وأخاف من كل شيء، وفقدت تركيزي، وأصبحت تأتيني حالات لا أسمع، ولا أركز، وأصبت بدوخة، ودائما أقول أني سأموت، وأصبحت أخاف من الحياة، ومن كل شيء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
قطعا ما تناولته من مخدر حشيش أثار نوعا من التهيج الكبير في كيمياء الدماغ لديك أثر على ما يعرف بالموصلات العصبية، وهي مواد حساسة جدا، تتحكم في مزاج الإنسان وفي وجدانه، كما أن اضطراب هذه المواد يؤدي إلى خلل كبير في سلوك الإنسان، والبعض قد يصاب باضطراب عقلي أو ذهاني حين يصيب هذا الاضطراب مواد معينة مثل المادة التي تعرف بالـ (دوبامين Dopamine)، وهي المادة التي يتلاعب بها مستحضر الحشيش.
أيها الفاضل الكريم: خطورة مادة الحشيش في منطقتنا تتمثل في أن مكونات الحشيش ليست كلها واحدة، المادة النشطة في الحشيش معروفة، وتسمى (THC) تركيز هذه المادة يختلف بين أنواع الحشيش، والذي أراه أنك تعاطيت نوعا من الحشيش ذو تركيز عال جدا لهذه المادة، مما أدى إلى الأضرار التي لحقت بك.
ما تعاني منه واضح جدا، وهو قلق المخاوف الشديد، أصابتك نوبة ذعر وخوف، وتجسدت الآن في خوفك من الموت، وأصبحت تخاف من المستشفيات وتتجنبها.
أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لنوعين من العلاج، العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، العلاج السلوكي يتمثل في أن: تغير نمط حياتك، تصر على تجاهل هذه الأعراض، وتعيش الحياة بكل قوة وإصرار، وتنخرط في أنشطتك اليومية، وتجعل لنفسك برامج تفيدك في المستقبل.
هذا هو المبدأ العلاجي الأساسي، والمبدأ الثاني هو العلاج الدوائي، أنت لم تذكر عمرك، فقضية العمر مهمة جدا في تناول الأدوية، هنالك دواءان أحدهما يسمى (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) والآخر يسمى يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline).
فاذهب – أيها الفاضل الكريم – إلى الطبيب النفسي، قابله، قد يصف لك هذين الدوائين، أو أي دواء آخر يراه مناسبا لعمرك، وإن كان عمرك فوق العشرين، فهذه الأدوية سليمة يمكن أن يصفها لك حتى الطبيب العمومي في المركز الصحي.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.