هل يستطيع الطبيب أن يعرف عذرية الفتاة عندما يجري لها عملية جراحية؟

0 463

السؤال

السلام عليكم

عندي صديقة عزيزة تقول أنها أدخلت إصبعها في المهبل عندما كانت صغيرة بعد الدورة للتأكد من عدم وجود دم، ومنذ عدة سنوات أجرت عملية ورم ليفي، والدكتور أخبرها بأنها عذراء، فهل يستطيع طبيب النساء والولادة أن يكتشف عذرية الفتاة أثناء إجراء عملية إزالة الورم؟ أم أنه أخبرها بذلك عندما قالت له بأنها غير متزوجة؟

وعلى أي شيء يحكم الزوج على عذرية الفتاة، من ضيق فتحة المهبل أم من رؤية الدم؟

أرجو الإفادة، لأن الفتاة ترفض العرسان وﻻ تنام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك اهتمامك بصديقتك وحرصك على مساعدتها، ونسأل الله عز وجل أن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة.

بالنسبة لسؤالك عما كتبه الطبيب في التقرير بأن هذه الفتاة عذراء، فأقول لك:
إن الطبيب قد ذكر ذلك بناء على أن الفتاة قالت له بأنها غير متزوجة الآن، وأنه لم يسبق لها الزواج من قبل، وليس لأنه قام بفحص غشاء البكارة عندها.

الطبيبة أو الطبيب لا يقوم بعمل فحص العذرية بشكل روتيني قبل أي عملية، فهذا ليس من متطلبات أي عمل جراحي، حتى لو كانت الجراحة نسائية، لكن هنالك قاعدة طبية أساسية وهامة جدا تتبع في بلادنا العربية والإسلامية -والحمد لله-، وهي أن يتم سؤال كل المريضات عن حالتهن الاجتماعية قبل إدخالهن إلى غرفة العمليات، خاصة العمليات النسائية، فإن كانت المريضة غير متزوجة؛ ولم يسبق لها الزواج، فحتى لو كانت هنالك ضرورة ملحة لعمل الفحص النسائي أو لإدخال أدوات في المهبل من أجل المساعدة على إنجاز العملية، فإن هذا العمل لا يتم أبدا، بل يتم إنجاز العملية الجراحية بدون الاقتراب من فتحة المهبل على الإطلاق، وهذا ما فعله الطبيب، فهو لم يقترب من منطقة الفرج ولم يقم بفحصها، بل كتب بأن الفتاة عذراء ليوضح في التقرير بأنه كان حذرا ومنتبها إلى هذه المسألة، وأنه قد أكمل الجراحة كلها عن طريق البطن فقط.

إن معنى العذرية -يا ابنتي- يختلف عن معنى ضيق المهبل، فالعذرية تعني بأن غشاء البكارة سليم، وليس فيه أي تمزقات، فقد تكون الفتاة عذراء، ولكن المهبل عندها واسع، والعكس أيضا صحيح، أي قد تكون الفتاة فاقدة للعذرية ولكن المهبل عندها ضيق.

لعل سؤالك هو: هل نزول الدم هو ما يثبت سلامة غشاء البكارة؟ وهنا أقول لك: لا، إن نزول الدم ليس دائما شرطا للقول بأن الفتاة عذراء.

في أغلب حالات إدخال الإصبع إلى المهبل، فإن التمزق الذي يحدث في الغشاء يكون تمزقا بسيطا أو جزئيا، أي لا يفقد العذرية كاملة، بل تبقى بعض المناطق سليمة في الغشاء، فيحدث لها تمزقات عند الزواج، وينزل منها الدم، وينستر الأمر -بإذن الله تعالى-، لأن حجم العضو الذكري أكبر من حجم الإصبع.

لذلك إن كان هذا كل ما حدث مع هذه الصديقة -أي أنها قامت بإدخال إصبعها فقط وليس شيئا آخر-؛ فإنني أنصحها بتجاهل الأمر، وعدم ذكره أمام أحد، خاصة إذا لم تكن قد لاحظت نزول دم أو حدوث ألم في ذلك الوقت، ويجب عليها أن تقبل بصاحب الدين والخلق الذي يتقدم إليها، وألا ترفض الخطاب الذين يتقدمون إليها فتضيع بذلك على نفسها الفرص، والعمر يمضي ليس واقفا، وإذا اشتهر عن فتاة بأنها رفضت كل من تقدم إليها؛ فربما لا يتقدم إليها أحد بعد ذلك، فنرجو منك إيصال هذه النصيحة إليها، سائلين المولى تعالى أن يرزقها بصاحب الدين والخلق الذي تقر به عينها.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك وإياها إلى ما يحب ويرضى دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات