السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من خوف شديد جدا من ضياع الأمان، حتى أني منذ فترة لم أخرج من البيت، علما أني الآن بدون عمل، وتأتيني وظائف متعددة وأرفضها خوفا من هذا الأمر وهو الشعور بالخوف.
علما أني إنسان أحب الحياة، وأحب الناس، وأنا أصلي، وأعبد ربي، ولدي إيمان، أتمنى ألا أكون قد أكثرت في الكلام، أتمنى رد المختصين في هذا الأمر.
وشكرا، الله يبارك فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khalid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
الشعور بعدم الأمان الذي ينتابك يعد من أنواع المخاوف المرضية؛ كالخوف من الأماكن العامة والمفتوحة والمزدحمة والمغلقة، وغيرها من المخاوف المرتبطة بأماكن محددة، أو أشخاص معينين، فإذا كانت هناك حادثة معينة حدثت في الماضي أدت إلى شعورك بالخوف بسبب وجودك لوحدك، أو في مكان معين، فنقول: إنه حدث عندك تعميم لكل المواقف المشابهة، مع عدم وجود سبب الخوف المرتبط بالحادثة الماضية، أو ربما نتج هذا الشعور بسبب سماع قصص، أو مشاهدة أفلام، أو توقعات كاذبة للأحداث المرعبة كما ذكرت في قصتك.
والعلاج يحتاج منك للمواجهة وعدم الانسحاب، بل الخروج للأماكن التي تخاف منها، وتتدرب على ذلك أطول فترة ممكنة، مع تحمل الضيق والقلق الناتج عن ذلك بعدم التفكير فيما سيحدث، وبالانشغال بأي مواضيع محببة لنفسك، ويستحسن أن يكون ذلك بالتدريج، وفي البداية يمكنك الخروج لفترة زمنية قصيرة أو قريبة من مكان سكنك، ثم يزداد هذا الزمن، أو تلك المسافة شيئا فشيئا، فإذا كان الأمر صعب عليك في البداية فيمكنك الاستعانة بشخص يرافقك إلى الأماكن التي تخاف منها، ويكون قريبا منك، ثم ينسحب تدريجيا من هذا المكان في كل مرة إلى أن يختفي تماما.
وكلما تحملت الضيق الناتج عن ذلك لأكبر فترة زمنية زادت ثقتك بنفسك، وقل الخوف أو زال نهائيا، والأمر يحتاج منك أيضا إلى تحليل الموقف بصورة موضوعية لا خيالية.
واسأل نفسك مجموعة من الأسئلة: لماذا هذا التصور؟ ومن أين أتى؟ ولماذا أصدقه؟ ولماذا أستجيب له بهذه الطريقة؟ وهكذا إلى أن تصل بأن كل هذه الأشياء مجرد توقعات، وليس لها أي دليل من الصحة، واستعن بالأذكار اليومية في دخول الحمام، والأماكن التي تخاف فيها.
ونوصيك بالإكثار من قول حسبي الله ونعم الوكيل، فهي أمان الخائفين -إن شاء الله-، وأعلم أنه لن يصيبك شيء -إن شاء الله- ما دمت ملتزما بعباداتك وصلواتك، خاصة إذا أديتها في جماعة، فأنت في ذمة الله، ولا يقربنك شر بإذنه تعالى.
نسأل الله تعالى أن يأمنك من كل شر.