السؤال
السلام عليكم
أنا مقيم بالسويد منذ 3 سنوات، تزوجت منذ سنة، زوجتي انفصلت عني منذ شهر دون أن تكون بيننا مشاكل، أو حتى أي خلاف بين عشية وضحها!
هل هي حالة نفسية أو اكتئاب موسمي؟ فأنا أحبها ولا أريد الانفصال، فما هو الحل؟ حاولت الصلح بشتى الطرق دون جدوى.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح لك زوجك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يرد عنكما كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإنه وكما لا يخفى عليك أن كل تصرف لا بد له من أسباب أدت إلى وقوعه، فيستحيل أن يتصرف الإنسان تصرفا دون هدف أو دافع أو محرك لهذا الأمر، وهذه الزوجة التي انفصلت عنك لا بد أن لها أسبابا أدت إلى هذا القرار، لأن قضية الانفصال ليس بالأمر السهل أو الهين، ولذلك هنالك مما لا شك فيه أسباب أدت إلى هذا الأمر.
لذلك عليك أن تحاول، وأن تجتهد في معرفة الأسباب أولا وقبل كل شيء، الأسباب قد تكون تحت سيطرة الإنسان، وقد يكون القرار قراره، وقد يكون هناك من أوعز له بهذا القرار وحثه عليه، وأحيانا قد يكون التصرف مبهما وغير واضح، وصاحبه لا يعرف لماذا هو مصر عليه، أو ما الدافع الذي أدى إلى وقوعه أو إقباله على هذا القرار.
هذا الأمر قد يكون فعلا نفسيا، وقد يكون أساسا أيضا نتيجة اعتداء أحد من الجن عليكم، بمعنى أن هناك من قام بعمل شيء لكما، أو أن هذه المرأة لديها جن عاشق حاول أن يفسد عليها حياتها وأن يخرجها من حياتك، أو أن يكون هناك من حسدكما، أو هناك من أراد لكما الشر فأحدث لكما نوعا من السحر أو غيره، وقد يكون الأمر يتعلق بما ذكرت من اكتئاب موسمي.
لذلك أتمنى – بارك الله فيك – أن تعرض عليها الرقية الشرعية، لعل الله تبارك وتعالى أن يدفع عنها هذا البلاء، وأن تعود المياه لمجاريها، خاصة وأنك لم تذكر أي خلاف بينكما، وإنما - كما ذكرت - بين عشية وضحاها دون وقوع أي مشاكل أو أي خلاف.
هذا أمر حقيقة يثير الغرابة، ويدفع الإنسان إلى أن يقول بأن التصرف هذا غير طبيعي، ولذلك أقول لك -أخي الكريم الفاضل محمد -: حاول أن تعرض عليها الرقية الشرعية، وإذا كان هناك – ومما لا شك فيه أنك ستجد في السويد – من يستطيع أن يساعدك من أئمة المساجد وغيرها، على التخلص من هذه الحالة، خاصة إذا كنت في العاصمة، فإن هناك – كما تعلم – كما كبيرا من المسلمين ومن المساجد والمراكز الإسلامية، ستجد خلالها مما لا شك فيه بعض الإخوة الثقات الذين يعالجون بالرقية الشرعية.
إذا لم يتيسر وجود شخص مباشر، فمن الممكن أن تنصحها بالاستماع إلى الرقية الشرعية من خلال الإنترنت، خاصة الرقية المعروفة برقية الشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري – فهي من أقوى الرقى حقيقة، فإذا كانت المرأة ليست مقتنعة بقرارها وتشعر بأنها تائهة أو حيرانة أو تتعجب من إقبالها على هذا، أرى أنه سيكون من المناسب جدا الاستماع إلى الرقية الشرعية، لعل نفسيتها تتحسن، ولعلها تستطيع أن تقف على قدميها أمام هذا التحدي، فتحاول أن تغير من هذا الموقف الصعب المحزن الذي لم تراعي فيه معاشرك وتعلقك بها.
إذا قدر الله تعالى واستمعت إلى الرقية الشرعية أو رقاها أحد ولم تتحسن حالتها، فيبقى بعد ذلك أنه قد يكون هناك شيء هي لا تريد إظهاره فيك، أو قد يكون هناك من أوعز لها من شياطين الإنس للتخلي عنك والارتباط بها أو غير ذلك من الأمور التي عادة ما تحدث وتكون هي الدافع وراء التصرف الغريب والغير معهود.
عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصلحها الله لك، وأكثر من القرب إلى الله تعالى، والبكاء بين يديه، خاصة في جوف الليل، عسى الله تبارك وتعالى أن يلطف بك، فيعيد إليها رشدها، ويردها إليك مردا جميلا، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.