أخي مصاب بالفصام ويهذو بأمور غريبة! ما العلاج المناسب له؟

0 286

السؤال

السلام عليكم

أخي عمره 24 سنة، أصيب بالفصام منذ حوالي سنة ونصف، وأصيب بداء الضلالات والهذيان بأنه المهدي المنتظر، وأن هناك من يضطهده، وأنه سيتزوج بنت المسيح الدجال! وهكذا، ذهب إلى الدكتور، ووصف له (الزيبريكس)، وبجرعة 20 مليجراما، وبدأت الحالة بالتحسن، ولكن مع تخفيف الجرعة بدأت الضلالات تعود مرة أخرى.

أخذ العلاج مرة أخرى بجرعة 20 مليجراما، وبدأ التحسن الظاهري، ولم يعد كطبيعته، ولم يعد يعمل، يختلق الأعذار، ويماطل كل يوم، ويقول أسبابا غير منطقية؛ لكي لا يذهب إلى العمل، ولا يصلي، ويكذب.

ذهب إلى الجيش، وخرج منه بعد أربعة شهور، وذهب للكشف في مستشفى حكومي، وشخصت الحالة على أنها اضطراب ثنائي القطب، وأخذ أحد مضادات الصرع، ولكن العلاج لم يكن له تأثير.

ذهبت إلى الصيدلي لآخذ علاجا للفصام مرة أخرى، وكان غير (الزيبريكسا)؛ لأنه غالي الثمن، فأعطاني (الريسبيردال)، فتحسنت الحالة، ولكنه ليس على ما كنا نعتاد عليه من قبل، وبدأ يتكلم جيدا مرة أخرى، ويخرج للجلوس معنا، ولكنه في بعض الأيام يجلس كثيرا بمفرده، ولكننا نستطيع التعامل معه، واختفت أفكار الاضطهاد، ولكنه مشتت، ولا يعرف ماذا يريد أن يفعل.

ما هو العلاج المناسب له؟ مع العلم أنه يتناول (الريسبردال) منذ حوالي 3 أشهر، 4 مليجرام، فكيف نتعامل معه؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله –تعالى- لأخيك العافية والشفاء، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك.

الأمراض الذهانية وعلى رأسها مرض الفصام وحتى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الأولى، هذه تعتبر أمراضا رئيسية. المرض في كثير من الناس –ولا أقول كلهم– لا يكون فقط في شكل أعراض وأفكار شاذة وظنانية وشيء من هذا القبيل. المرض أيضا له مكون اجتماعي، وله مكون معرفي وفكري، وله مكون تتدهور فيه شخصية الإنسان.

هذا الأخ –عافاه الله وشفاه– قطعا له تدهور تام في بعض سلوكياته الاجتماعية، وهذا أمر متوقع مع هذه الأمراض، المهم في الأمر هو أن يلتزم التزاما قاطعا بتناول العلاج الدوائي، هذه هي النقطة الأولى التي يجب أن نتفق عليها؛ لأن استقرار كيمياء الدماغ من خلال تناول الدواء يجعل أفكاره المرضية تنحسر لدرجة كبيرة، أو تختفي تماما، وفي ذات الوقت يمكن لسلوكياته أن تتحسن، بشرط أن نساعده فيما يسمى بالعلاج التأهيلي، والعلاج التأهيلي أمر مهم جدا، لكن -بكل أسف- الكثير من الناس لا يفهمونه، أو يجهلونه، خاصة في بلداننا.

العلاج التأهيلي:
أولا: يتعلق بالمهام الحياتية اليومية، بعض الناس حين يصابون بهذه الأمراض يحتاجون أن نبدأ في تذكيرهم وتشجيعهم وإعادة تعليمهم لنظافتهم الشخصية، أن ينظف أظافره، أن يحرص على السواك أو فرشاة الأسنان، أن يحرص على الاستحمام، أن يزيل شعر إبطه وعانته...، هذا نقوم به نحن الآن مع كثير من مرضانا، نعلمهم الضوابط الاجتماعية وكيفية التواصل مع الناس مرة أخرى، وأشياء كثيرة جدا متعلقة بالحياة.

أخي، هذا الأخ يحتاج لمراحل تأهيلية حسب الإخفاقات التي حدثت له في حياته.

ثانيا: لا بد أن نشعر هذا الأخ بأهميته، لا نجعله يحس أنه مهمل أو مضطهد، أو أن أحدا لا يأبه له؛ لا لكلامه ولا لأفكاره، لا، أشعره بشيء من الاحترام، بشيء من التقدير، نشاوره حتى في الأمور البسيطة التي نريد أن نتخذ فيها قراراتنا، هذا يعطيه اعتبارا كبيرا جدا.

ثالثا: هذا الأخ سوف يستفيد كثيرا من العمل، حتى وإن كان عملا بسيطا؛ لأن العلاج بالعمل هو أكبر الوسائل التأهيلية. نحرص أن يذهب معنا إلى المسجد من أجل الصلاة، نحرص أن يذهب للمناسبات الاجتماعية، كالأفراح، الأتراح، زيارة المرضى، زيارة الأقارب، الجلوس مع الجيران، نشجعه لممارسة شيء من الرياضة البسيطة.

هذه الأمور كلها -إن شاء الله تعالى- ترجعه لوضعه الطبيعي والسليم، فأرجو أن تكون حريصا على ذلك، و(الرزبريادال) دواء رائع، ورائع جدا، وقد أوضحنا لك طريقة التعامل مع الأخ، وكيفية تأهيليه.

أشكرك مرة أخرى، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات