تنتابني أفكار تشاؤمية وخوف وقلق بسبب مشكلة بسيطة

0 171

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 25 سنة، تنتابني في بعض الأحيان أفكار تشاؤمية، وخوف، وقلق وتوتر، وهم كبير بسبب مشكلة بسيطة، لقد حولت حياتي هذه الأفكار إلى جحيم، كأني واقعة في مصيبة، وتسيطر على تفكيري العقلاني، وتجعلني أكره أي شيء له علاقة بالمشكلة، ولها مضاعفات على صحتي.

عندما يأتيني هذا القلق أشعر برعشة، وارتفاع الحرارة، وضعف الشهية، وتقيؤ ودوران، وضعف عام في جسدي.

علما بأني منذ صغري كان يأتيني خوف، وقلق وهم من مواضيع بسيطة، مع العلم أني أعاني من فرط إفراز الغدة الدرقية.

وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يوعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة فما بالك بأناس في عمر السبعين وما زال عطاؤهم لم ينضب، ومنهم من حفظ القرآن في هذا العمر، ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا العمر، والأمثلة كثيرة.

نطلب منك أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة، فمؤكد أن لديك العديد من القدرات والطاقات، فقط محتاجة لتفجيرها واستثمارها بصورة جيدة -وإن شاء الله- تصلين لما تريدين.

انظري إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة وعلما وقدرة ومهارة، تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها، وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة، فلمعت أسماؤهم وكبر شأنهم، وصاروا من الأعلام، فما تم ذلك إلا بقوة عزيمتهم وإرادتهم ومثابرتهم.

حاولي دائما تحكيم العقل لا العاطفة، وانظري للأمور بنظرة واقعية، وأن تكون حلولك للمشاكل أيضا واقعية، ولا تستسلمي فالحياة كلها مجاهدة ومكابدة.

نوصيك: بكثرة الاستغفار فإنه مزيل للهموم ومجلب للسعادة -إن شاء الله-، ثم حاولي التخلي عن الحساسية الزائدة في علاقاتك مع الآخرين، ولا تحقري ما عندك من إمكانيات وقدرات وخصائص وسمات.

تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي الرغبة في بلوغ الكمال – سرعة التسليم بالهزيمة – التأثير السلبي بنجاح الآخرين – التلهف إلى الحب والعطف – الحساسية الفائقة – افتقاد روح الفكاهة.

حاولي التحلي بالصفات التي ضدها مثل: القناعة بما عندك، وعدم الاستسلام، والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمنى للآخرين النجاح، وليكن نجاحهم دافع وحافز بالنسبة لك.

واسعي ليكون حب الله ورسوله هدفا لك، وليكن مقياسك للأمور مستمد من الكتاب والسنة لا من الهوى والأحكام الذاتية، ولا تقللي من شأنك، ومن قيمتك فأنت بالله أقوى، وأنت بالله أعز وأرفع.

مارسي تمارين الاسترخاء العضلي، وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015) فإنها مفيدة -إن شاء الله- في طرد التوتر والقلق.

نسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات