السؤال
السلام عليكم.
أخي يبلغ من العمر 15 سنة، سجن بسبب مخالفة مرورية لمدة أسبوع كامل، بعد خروجه لاحظنا عليه أنه بدأ باستخدام أشياء ممنوعة، مثل: التدخين وشم البنزين، وعندما حاورته لم تفعل ذلك؟ قال: إنني أفعل ذلك لكي أنسى ما حصل لي في فترة السجن.
وبعد ذلك أصبح يفعل هذه الأشياء خارج المنزل، بدأ بالعناد، وبالتأخر عن المنزل، واللامبالاة لما أقول أو أنصح، ودائم ما يتفاخر بأنه دخل السجن، فلا بأس بأن يفعل ما يريد، ماذا أفعل معه؟ لا أريده أن ينجرف في شيء آخر أعظم من التدخين والبنزين، وماذا أفعل بالنسبة لعدم اللامبالاة لديه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة الحريصة على مصلحة شقيقها- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بهداية شقيقك، وصلاح الأحوال، ونسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يبعد عنه أهل السوء الجهال، وأن يحقق لنا ولكم وله في طاعته الآمال.
لقد سعدنا جدا بهذا الاهتمام، ونتمنى منك المزيد، لأن شقيقك بحاجة إلى دعم ودعوة وتأييد بعد خروجه من السجن الذي هو مكان -في الغالب- للمجرمين، ونحن نخطئ عندما نجعل السجون مفتوحة على بعضها؛ لأن الضرر يكون كبيرا حتى على المجرمين، وأكبر على الطيبين، والشعار الذي يتشدق به كثير من الناس من خلال قولهم السجن إصلاح، لا يتحقق إلا برعاية الآداب الشرعية، وتكثيف الأنشطة الدعوية.
ومن هنا فنحن ندعوك إلى مزيد من الاهتمام، وإشراك من يكون مناسبا من أفراد الأسرة، وعليكم بعمل ما يلي: الدعاء له قبل دعوته وبعدها فإن الهداية من الله، تصحيح صورته عن نفسه، وتذكيره بأن هذه الممارسات لا تشبه أبناء الكرام من أمثاله، القرب منه والقبول له، وإشعاره بالأمن النفسي والاجتماعي والمستقبلي والاقتصادي، ولن يتحقق كل ذلك إلا إذا أصلح ما بينه وبين الله، تنبيهه لخطورة السير في هذا الطريق الموصل للإدمان، كما أن التدخين بوابة رئيسة إلى ما بعدها، بالإضافة لحرمتها وضررها، اعتماد أسلوب الحوار والإقناع معه، وكما قيل إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع، الاستمرار في التواصل مع موقعكم للتشاور والتحاور، وحبذا لو شجعتموه على التواصل بنفسه ليعرض ما عنده، تجنب إعلان العجز أو اليأس من إصلاحه، تشجيع أي تحسن أو تقدم حتى ولو كان طفيفا، مصادقته وتجنب تحديد هوية سالبة له، كقولكم: أنت كذا وكذا، إظهار الحب له وكره الفعل -الفصل بين الفعل والفاعل- فالفعل مرفوض، والفاعل شقيق محبوب ( أني لعملكم من القالين).
وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم وله التوفيق والسداد.