أظن بأنني محسودة.. فهل يكفي أن أرقي نفسي أم يفضل الذهاب لراق يرقيني؟

0 364

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين عاما، أعاني من عدة مشاكل في حياتي.

أولا: أنا أعاني من زيادة الوزن، وقصر القامة، وكذلك جلحات في مقدمة رأسي، وجبهة بارزة، مع خفة في شعر الرأس والحواجب، وزني 63 كجم، وطولي 154 سنتم، فكيف أستطيع التخفيف من وزني وزيادة طولي؟ وهل يمكن أن أطول بعد عمري هذا؟ وكيف أعالج مشكلة نمو شعري في مقدمة الرأس خاصة؟ وكذلك تشقق شديد في باطن الأرجل، وأعتقد أنها أملاح، وكل ذلك أعاني منه كثيرا.

ثانيا: كنت أعاني من مشاكل في الدراسة، وعلى ما يبدو أنها بسبب العين، لأنني في صغري كنت أتنافس مع رفيقاتي على الدرجات الأولى، والآن لا أستطيع القراءة مطلقا، مع أني جاهدت نفسي كثيرا، وابتعدت عما يغضب الله، وأصلي صلاتي في وقتها، وأقرأ ما تيسر من القرآن، وأحاول الابتعاد عن كل ما يشغلني عن مذاكرتي، ولكن أجد نفسي أجلس على الكرسي وأنا لا أستطيع أن أتعدى صفحات لزمن طويل، عدا عن أني لا أكون مستوعبة شيئا، وأحس بألم حاد في أعلى ظهري، وأحس كأن أعيني يخرج منها شعاع فجأة، وكل جسمي يؤلمني، ويغلبني النعاس، كذلك كانت عندي أعراض شبيهة بالاكتئاب، وكان وجهي شاحبا جدا، والحمد لله خفت كثيرا الآن.

سألت الله صادقة في أن يزيل عني ما أشكو منه، فأرشدني الله إلى كتاب يسمى (الابتهاج)، أرقي به على نفسي لكي أبتعد عن الشيوخ وموالهم، وفعلا بدأت بقراءته، وأحسست بأعراض كثيرة، مثل: كثرة ذهابي للمرحاض، وألم في الظهر والبطن، وتنميل الأرجل والأيدي، وظهور حبوب قليلة العدد على جلد بطني ويدي اليسرى، وكذلك عانيت من مرض اشتد علي بعد القراءة في الكتاب عدة مرات، ثم خف المرض كثيرا -والحمد لله-، ولكني ما زلت لا أستطيع النوم ليلا مرات كثيرة، فأرى أشياء، وأحس بأن جسمي ثقيل جدا وممسوك، ولساني ثقيل، ولا أستطيع الحراك أبدا، فأقرأ آية الكرسي عدة مرات بقلبي حتى يزول ما بي من أعراض، وأحسست بعد عدة أيام من قراءته براحة أكثر.

ولكني لا زلت لا أستطيع الدراسة، فأنا لم أتحسن من ناحيتها، ولن أستطيع تحقيق حلمي الذي سعيت له سنوات طوال لعدم قدرتي على الدراسة، وامتحاناتي على الأبواب، ماذا أفعل؟

فإذا كانت إحداهن عملت لي عملا من السحر كي لا أستطيع القراءة وهذا وارد جدا؛ لأن منافستي كانت أمها حاسدة وتكرهني كثيرا، ولا تريدني أن أتقدم على ابنتها، خاصة بعد إحرازي المركز الأول على مستوى المدرسة، وابنتها أحرزت المركز الثاني، فهل يمكن أن يزول العمل وحده بقراءتي هذه وتحصيني أم أنه يجب إبطاله بطرق أخرى أم ماذا؟

وهل صحيح كوني أتجه لشيخ يرقيني ويعرف ما أعاني منه، أم أنني فقط أستمر على قراءة الكتاب حتى أكمل 41 يوما كما هو موضح؟ وأقرأ المجموعات الثلاث يوميا، والرابعة قبل النوم، لقد تعبت كثيرا، أرجو منكم مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، واعتداء المعتدين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة–:
فالذي يبدو فعلا من خلال قراءة رسالتك أن هناك نوعا من الاعتداء عليك من قبل بعض المغرضين أو الحاسدين، ولذلك أقول لك: إن من توفيق الله تعالى أن الله وفقك لهذا الكتاب لقراءته والاستفادة منه، وتحسن حالتك، وإن لم تكن بنسبة مائة بالمائة، والذي أحب أن أقوله: إن هذه الأعراض تدل فعلا أن هناك شيئا غير طبيعي تعرضت له في فترة ما، قد تكون متقدمة أو متأخرة، ولكن أحيانا قد يكون المجهود المبذول منك ليس في مستوى التحدي، بمعنى أنك فعلا تقرئين في هذه الكتاب وتطبقين ما يمكن تطبيقه، ولكن لعل الأمر يحتاج إلى أقوى من هذا الذي تقومين به، كالأمراض العادية، فقد يتناول الإنسان بعض الحبوب البسيطة ويشعر بشيء من الراحة، ولكن المرض لا يزول، لماذا؟ لأنه يحتاج إلى عملية جراحية.

ومن هنا فإني أنصحك بالذهاب إلى أحد الرقاة الشرعيين الثقات، ومما لا شك فيه أنهم ينتشرون وبكثرة في السودان، إلا أنك يجب أن تنتبهي حتى لا تذهبي إلى بعض الكهنة أو العرافين أو الدجالين، لأن هذا منتشر عندكم وبكثرة، خاصة لدى بعض المتصوفين، فأنا أرى أن تبحثي عن رجل ثقة من جماعة أنصار السنة، أو غيرها من الجماعات التي تتمتع بسمعة طيبة، وعقيدة صحيحة، والتزام بسنة النبي -عليه الصلاة والسلام– لعل في ذلك -إن شاء الله تعالى– الفرج والمخرج بحول الله عز وجل.

وحتى إن ذهبت إلى راق شرعي؛ أنصح باستمرار عملية القراءة في الكتاب والاستفادة منه، لأن هذا لا يتعارض مع هذا، ولذلك عليك -بارك الله فيك– بالاستمرار في الاستفادة من الكتاب، وتطبيق ما فيه من وصايا ونصائح، وقراءة ما فيه من آيات وأحاديث وغير ذلك، ثم بعد ذلك بنفس الوقت أيضا لا مانع أن تذهبي إلى أحد الرقاة الثقات، لعله يعطيك دفعة أكبر لتخرجي من هذا المنعطف الخطير الذي تمرين به الآن.

وفيما يتعلق بالجوانب الطبية التي أشرت إليها: فهذه مسألة أطباء، وأعتقد أن الأخوة -إن شاء الله تعالى–سوف يعرضونها على المستشار الطبي، سوف يتكلم في هذه المسألة، لأنها مسألة طبية بحتة، والحمد لله أن الله ما خلق داء إلا خلق له دواء.

أنصحك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، ولله الحمد أنت حريصة على ذلك، وأنصحك بالمحافظة على أذكار ما بعد الصلوات، أنصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، وأنصحك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصرف الله عنك هذا البلاء، وأن يتفضل عليك بأن يشفيك وأن يشرح صدرك بالمذاكرة والدراسة، حتى تظلي متميزة كسابق عهدك.

أنصحك بالإكثار من الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام– بنية قضاء الحاجات، وأنصحك بطلب الدعاء من الوالدين، لأن دعاء الوالدين لا يرد كما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- كما أنصحك بإحسان الظن بالله تعالى، وعدم اليأس أو القنوط من هذه الحالة، لأنها هينة -بإذن الله تعالى– وهي تحت قدرة الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بشرنا أن الله ما خلق داء إلا خلق له دواء.

حافظي على أوقاتك، واجتهدي في المذاكرة، حتى وإن كنت لا تفهمين شيئا، المهم ألا تتوقفي عن المذاكرة، وابدئي مذاكرتك بالوضوء، وابدئيها بذكر الله تعالى والدعاء والإلحاح على الله أن يفتح عليك، وبإذن الله تعالى سوف تتحسنين في القريب العاجل، وأسأل الله أن يعيد إليك تميزك، وأن تكوني الأولى دائما، وأن يوفقك لطاعته ورضاه، وأن يصرف عنك كل سوء، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ موافي عزب -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد علام -استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية-.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بالنسبة لمشكلة الجبهة البارزة، توجد طريقتان أساسيتان لعلاج تلك المشكلة:
الأولى: هي جراحية للتقليل من مساحة الجبهة جراحيا، وتوجد بعض التقنيات المستخدمة.

والطريقة الأخرى: هي زراعة الشعر أمام خط الشعر الأمامي للتقليل من مساحة الجلد الخالي من الشعر، ومن الممكن استخدام تلك الطريقتين معا، وقد يلزم لإتمام ذلك وقت طويل نسبيا، وتكلفة مادية، ومجهود لاختيار طبيب كفؤ.

من الممكن أن تكون النتيجة مرضية، لكن لأي جراحة آثار جانبية محتملة، ربما لا يمكن تجنبها، مثل الآثار أو الندب محل الجراحة، وغيرها من الأمور، العلاجات الموضعية غير فعالة فلا تجهدي نفسك بها.

من الممكن أن تقومي بزيارة طبيب جراحة تجميل وأمراض جلدية مشهود له بالكفاءة والمهارة؛ لتقييم الحالة إكلينيكيا، ونصيحتك بما يمكن عمله إذا كنت تريدين القيام بتلك الإجراءات، وإن كنت أنا شخصيا لا أفضل أن تقومي بأي إجراء جراحي، وزراعة للشعر، وقومي بتسريح الشعر بالشكل الذي يخفي تلك الجبهة العريضة بأسلوب غير مبالغ فيه، ولا تقومي بشد الشعر بقوة للخلف، وتثبيته وهو مشدود بالقطات.

بالنسبة لخفة الشعر: فأنصح بأخذ التاريخ المرضي لذلك بواسطة طبيب متخصص، وتوقيع الكشف الطبي على الشعر، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله- والتأكد من عدم إصابتك بالصلع الوراثي، وعلاجه مبكرا إذا كان موجودا –لا قدر الله-.

النصائح التالية مهمة لك بكيفية الاهتمام بالصحة العامة والعناية بالشعر:
• الاهتمام بالتغذية الصحية، فلا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات، والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة، والمحافظة على الوزن المثالي، وممارسة الرياضية لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.

• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون التباعد؛ لكي تبقي الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر (Conditioner) مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر.

• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع بداية، ثم التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• عدم وضع أي مستحضرات يوجد بها كحول، مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

وبالنسبة لزيادة سمك وتشقق باطن القدمين، فيمكنك استعمال الكريمات المراهم والمستحضرات التي تحتوي على اليوريا والسالسيلك أسيد، بتركيز مناسب لتنعيم الجلد، والتقليل من سمكه في هذه الأماكن، ويفضل استعمالها بعد الحمام أو الوضوء والجلد ما زال رطبا، وهذه المستحضرات تنعم وتقلل من سمك الجلد في تلك الأماكن.

وذلك بالإضافة للتقليل من الوزن الزائد، وعدم المشي حافية القدمين، والتقليل من احتكاك القدمين بالبيئة المحيطة قدر المستطاع، وارتداء أحذية لينة، ولبس جوارب قطنية عند المشي لفترات طويلة.

أتمنى لك التوفيق والسعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات