أعاني من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، كيف التعامل مع علاجاته؟

0 750

السؤال

السلام عليكم

(الطبيب المتميز والمجتهد/ محمد عبد العليم).

أنا شاب أتعالج من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الدرجة الثانية، ويأتيني كل سنة ما يسمى باكتئاب الربيع، حيث بقي على موعد النوبة نحو شهر.

قام الطبيب بوصف الأدوية التالية: (لامكتال 100) قرصا في الصباح، وقرصا في المساء، و(ليثيوم 400) قرصين بعد الأكل، و(سيروكسات 25) قرصا في الصباح.

ما رأيكم في الأدوية التي أتناولها لنوبة الاكتئاب الموسمي، وهل تحتاج إلى تعديل، وهل الأقوى ضد الاكتئاب ثنائي القطب مضادات الاكتئاب أم مثبتات المزاج أم مضادات الذهان؟

وما هي أفضل الأدوية ضد الاكتئاب ثنائي القطب، وما مدى فعالية (الليثيوم) ضد الاكتئاب، وما هي المدة المطلوبة لكي يظهر التأثير الكامل لدواء (لامكتال)؟

أيهما أفضل وأكثر فعالية ضد الاكتئاب الشديد جرعة (200 مليجراما) من (لامكتال) في اليوم أم (400 مليجراما) في اليوم من نفس الدواء؟

هل (السيروكسات) يسبب زيادة في نسبة الكوليسترول، وما علاج ذلك، وهل (السيروكسات) يخفض ضغط الدم، وهل يسبب (السيروكويل) تسارعا في النبض، وهل الأدوية التي يتناولها مريض الاضطراب الوجداني تقلل من الإبداع؟

بخصوص قياس ضغط الدم، لماذا تكون القيم عالية في الصباح، وقليلة في المساء، وهل بسبب ذلك يتم تناول أدوية الضغط على الريق، وما هو أفضل وقت لقياس الضغط؛ في الصباح أم المساء؟

أشكركم على المجهود المتميز وتفاعلكم المتواصل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على مشاركاتك الإيجابية جدا في استشارات إسلام ويب، وأنا متابع لك، كما أنت متابع لنا، وسوف أحاول أن أجيب عن أسئلتك بقدر المستطاع.

تسأل ما هي الأدوية الأقوى ضد اكتئاب ثنائي القطب؟

أولا: بالنسبة للاكتئاب ثنائي القطبية: يجب أن نكون حذرين جدا في إعطاء مضادات الاكتئاب؛ لأنها ربما تدخل الإنسان في قطب هوسي، وهذا يؤدي إلى ما يعرف بالباب الدوار -أي أن الإنسان يخرج من نوبة ويدخل في نوبة-، والعلماء متفقون أن مضادات الاكتئاب يجب أن يتم التعامل معها بحذر، ولا أقول: إنها مرفوضة أو ممنوعة، لكن يجب أن يكون تناولها تحت إشراف الأطباء المختصين.

ثانيا: مضادات الاكتئاب الذي يمكن استعمالها في حالة الاكتئاب المطبق في مرض ثنائية القطبية هو عقار (زيروكسات Seroxat) وذلك لسبب بسيط، أنه قل ما يدفع الإنسان نحو القطب الهوسي، وهناك -أيضا- عقار (ويلبوترين Wellbutrin)، حيث يرى بعض الأطباء أنه جيد.

ثالثا: مثبتات المزاج لها فعالية مضادة للاكتئاب، ويقال: إن عقارا يعرف تجاريا باسم (لاميكتال Lamictal) هو الأفضل في هذا المجال، كما أن ما يعرف تجاريا باسم (سوركويل Seroquel) والذي يعرف علميا باسم (كواتيبين Quetiapine) كأحد مضادات الذهان الفعالة جدا لإخراج الإنسان من النوبات الاكتئابية حين يكون في هذه الحالة.

ما مدى فعالية (الليثيوم)؟ (الليثيوم) هو سيد الأدوية، ولا شك في ذلك، وأقصد بذلك مثبتات المزاج، فـ (الليثيوم) فعال جدا لعلاج الاكتئاب، وهو أول دواء استعمل كداعم لمضادات الاكتئاب، بدأ هذا في سبعينيات القرن الماضي.

ما هي المدة المطلوبة كي يظهر التأثير الكامل لدواء (لامكتال)؟

هذا يتفاوت من إنسان إلى آخر، فهناك تباين في القوة الاستقلابية لكل إنسان، وبصفة عامة نستطيع أن نقول: إن الفعالية الحقيقية (للامكتال) قد تستغرق ثلاثة أشهر من الاستعمال المتواصل ليتحصل عليها الإنسان، وأرى أن (400 مليجراما) (اللامكتال) من جرعة عالية، خاصة إذا كان يتناول الإنسان أدوية أخرى، و(100 مليجراما) صباحا ومساءا جرعة جيدة.

هل (الزيروكسات) يسبب زيادة في الكولسترول؟

لا، ليس له تأثير مباشر، لكن من خلال زيادة الوزن ربما يرتفع معدل الكولسترول عند بعض الأشخاص الذين لديهم القابلية -أصلا- لأن ترتفع عندهم الدهنيات، و(الزيروكسات) لا يخفض الضغط أبدا.

هل يسبب (السوركويل) تسارع في ضربات القلب؟

نعم، لدى نحو عشرين بالمائة من الناس في بدايات العلاج، وهذه عملية فسيولوجية طبيعية، ليس منها خطورة أبدا.

هل الأدوية التي يتناولها مريض الاضطراب الوجداني تقلل من الإبداع؟

هذا الكلام قد أثير، وكثير من الكتاب والمبدعين يخافون من هذه الأدوية؛ لأنهم يرون أن الأدوية تقتل إبداعهم، ومن وجهة نظري أن الإنسان المبدع حين يكون في بدايات القطب الهوسي يكون في أعلى درجة فعاليته، ويكون منشرحا، ويكون مقدما، يكون إيجابيا؛ لذا حين يتم إجهاض القطب الهوسي بواسطة الأدوية يعتقد الكثير من الكتاب والمبدعين أن إبداعهم قد قتل وتم تفتيته من خلال هذه الأدوية.

أحد مرضاي أستاذ جامعي مرموق جدا، يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، دخل في نوبة هوسية بسيطة، كان يرفض العلاج، لكني أقنعته أنني سوف أعالجك، لكنني لن أقتل إبداعك، فوافق، وهو الآن على أحسن ما يكون.

بالنسبة لضغط الدم: هناك فوارق بسيطة بين الناس، وهذه الفوارق قد تكون زمنية أيضا، وقد تكون موضعية، حيث أن هناك فرقا بين اليد اليمنى واليسرى، وليس هناك فرق ما بين الصباح والمساء، وأفضل ما يقاس ضغط الدم بواسطة الأطباء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات