السؤال
السلام عليكم.
أخوكم وابنكم طالب جامعي في السنة الثانية، أعاني من مشكلة جعلتني أضيع عديدا من الفرص الدراسية وحتى الاجتماعية، حقيقة أنا أحصل على الرتب الأولى في الجامعة، لكني لا أستطيع المشاركة والمناقشة وتنظيم ندوات قصد التحصيل العلمي والتميز، والحمد لله.
مشكلتي هي: التأتأة والتلعثم، واحمرار وجهي التي قد تفهم بأنها خجل أو كذبة في جميع المواقف، علما أني في بعض الحالات النادرة أتحدث بطلاقة نوعا ما، شخصيتي تمتاز بالجدية والمثابرة، وحب النجاح، لكن المشكل المذكور يقيدني في عديد من الفرص المهمة المهنية والدراسية والاجتماعية، ودائما يتم دعوتي لتقديم مداخلات في ندوات طلابية؛ لكوني طالبا ناجحا والحمد لله، لكني لا أوافق بسبب تلك المشكلة، وليس بسبب تخوفي من الناس أو بما يسمى بالرهاب الاجتماعي، بل تخوفي يكون من المشكلة، وبالتالي يزعمون بأنني متكبر أو شيء من هذا القبيل.
كما أجد صعوبة كبيرة في إخراج بعض الحروف وهي (ت،ط،ك،ق،س،ج،و) والمشكلة ليست عضوية بل -والله أعلم- نفسية؛ لأني في بعض الأحيان القليلة أتحدث فيها جيدا.
حقيقة أعاني من هذه المشكلة منذ طفولتي، ولأني في سن 21 سنة؛ أطلب منكم من بعد الله عز وجل حلا مناسبا لهذه المشكلة التي تعيق حياتي، وأتمنى مراعاة مسقط رأسي (المغرب) أثناء تحديد اسم الدواء أو النسبة المطلوبة منه هل حبة أو نصف حبة؟
وأخيرا أعتذر على الإطالة, وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أغبال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك التواصل معنا بهذا السؤال، ومعذرة على التأخر بسبب السفر.
تتعدد أشكال صعوبات النطق سواء كان بشكل التأتأة أو صعوبات التلفظ ببعض الأحرف. ولذلك عدة أسباب جسدية ونفسية، وكما أشرت في سؤالك أن الغالب أنها ليست لأسباب عضوية، وإنما بسبب موضوع ضعف الثقة بالنفس، فهذا يمكن أن يلعب الدور الأكبر، حيث لاحظت من نفسك أنك في بعض الأحيان يمكن أن تتحدث وبطلاقة. ويبدو -كما أخبرتنا- أنك لا تعاني من الرهاب الاجتماعي، لأنه في بعض الأحيان هذا السبب عند الكثير ممن يعاني من صعوبات الكلام.
حاول أن تقوم بالقراءة منفردا بصوت مرتفع، وربما التسجيل بصوت مرتفع فهذا كله من أساسيات علاج صعوبات المنطق.
ومما يعين كذلك حفظ ما تيسر من القرآن، وتعلم أحكام التلاوة، فالتلاوة الصحيحة لكتاب الله يعني إخراج الأحرف من مخارجها الطبيعية والصحيحة، ويمكن أن يعينك على هذا أحد الأفاضل من المشايخ في المسجد الذي تصلي فيه. وكذلك حفظ الشعر، والأمثال القديمة، فمثل هذه الأبيات والجمل والعبارات ستحسن النطق أولا، وثانيا ستعينك على إخفاء بعض صعوبات نطق بعض الحروف من خلال التلفظ بهذه الأبيات والأمثال اللغوية والتي حفظتها بشكل جيد، لأنها ستعطيك جملا مفيدة تتكلم بها في بعض المواقف الاجتماعية الحرجة.
أعتقد أن المشكلة الأساسية والتي تطيل أمد وعمر هذه الصعوبة هو التجنب. تجنب مواجهة الناس، والاعتذار عن الندوات التي تدعى إليها للإشراف على الندوات، فهذا التجنب لا يساعد أبدا وإنما يجعلك أكثر ترددا وهيبة من مواجهة الناس، وبالتالي مما يضعف أكثر من ثقتك بنفسك، وبالتالي عدم التحسن وتجاوز هذه الصعوبة.
حاول أن تقتحم هذه المناسبات والندوات، ومن الواضح أن الناس يثقون بك ويعتقدون بأنك قادر على القيام بكل هذا، فحاول أن لا تعتذر، وإنما انتهز هذه الفرص، فهي فرص ذهبية للشفاء والتعافي.
الموضوع ليس موضوع أدوية وحبوب، وإنما هي المواجهة التي تقوم على مبادئ العلاج السلوكي. وفي بعض الأحيان ننصح بمراجعة أخصائي في علاج النطق، حيث هناك بعض الطرق والمهارات في تعلم النطق السليم (speech therapist)
انتهز فرصة الدعوات لتقوم بالتعود على الحديث أمام الناس، فهذا سيعطيك -بعون الله- المزيد من الثقة بالنفس، وخاصة أنك ما زلت في هذا السن من الشباب، فأمامك الفرص الكثيرة لتجاوز هذا بشكل كبير، ولتكون من أسعد الناس، وخاصة أنه من الواضح أنك شاب طموح، تنظر للمعالي.
وفقك الله، وأطلق لسانك بالشكل الذي تحب، وإن شاء الله نسمع أخبار نجاحاتك.