أعاني من الرهاب الاجتماعي والخوف الشديد، ما نصيحتكم؟

0 254

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 20 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي, كما أنني أشعر بالخجل، والارتباك الشديد أثناء تواجدي في المحاضرة، أو في حال اختلاطي مع البنات سواء أعرفهم أم لا؟

أيضا أعاني من الخوف الشديد، وأضطر إلى التنازل عن حقوقي في بعض الأحيان, يأتيني خوف شديد من ذكر العرض (البرزنتيشن) وتأتيني رجفة وخفقان، وأخاف لما يطلب مني أن أشارك أو أقرأ فقرة، فكيف أقدم عرضا؟ وبالإضافة إلى ذلك فأنا لا أستطيع مواجهة الآخرين، وأسعى دائما إلى التهرب, وعندي صعوبة في ترتيب أفكاري وشرحها.

أرجو إخباري بالسبب والعلاج، وإذا كان يوجد لهذه الحالة دواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه هو خوف اجتماعي من الدرجة البسيطة، وقطعا أيضا هو مختلط بشيء من الحياء، والحياء شطر من الإيمان، والحياء كله خير أو خير كله، فالذي ذكرته حول أنك لا تحبذ الاختلاط بالبنات وتجد صعوبة في ذلك لا أريدك أن تنظر إلى ذلك كنقص، لكنه نوع من الحياء، وهذه ميزة إيجابية جدا.

أيها الفاضل الكريم: الأعراض التي تجعلك تتوجس وتتخوف ولا تقدم على (البرزنتيشن) بأريحية واسترخاء هي ناتجة من فكرة نسميها بالفكرة المعرفية السلبية، أي أنك تتهيب هذه المخاوف، لأنك تخاف أنك سوف تفشل اجتماعيا أمام الآخرين، أو أنك سوف تفقد السيطرة على الموقف، أو أنك أصلا لا تحمل القدرة والكفاءة التي تؤهلك لأن تقدم أمام الآخرين، أو أن أعراضك كالتلعثم والرجفة سوف تظهر أمام الآخرين.

هذا كله ليس صحيحا، أنا أؤكده لك، وأنفيه لك، وذلك من خلال تجارب عملية وعلمية كثيرة جدا، إذا غير مفاهيمك حول نفسك، أنت لست بأقل من الآخرين، لن تفشل أمامهم، ولست في حاجة أبدا أن تفرض رقابة شديدة على نفسك حين تتفاعل مع زملائك.

- يجب أن تكون لك برامج حياتية تعتمد على ما نسميه التشبيك الاجتماعي، الفعالية الاجتماعية، ويجب أن تصلي مع الجماعة في المسجد، هذا تفاعل وتشبيك اجتماعي عظيم جدا، يزيل الخوف.

- مارس رياضة مثل كرة القدم مع مجموعة من الشباب، وشارك بإيجابية من خلال الجمعيات العلمية أو الثقافية أو المجتمعية داخل مؤسستك التعليمية.

- قم بزيارة المرضى في المستشفيات، شارك الناس أفراحهم وأتراحهم، واجعل لنفسك برامج جميلة كالذهاب إلى الأسواق متى ما كان ذلك مهما وضروريا، تناول وجبة مع الأصدقاء في أحد المطاعم، هذا كله تفاعل اجتماعي، مهم جدا، يقلل من خوفك، ويقلص منه تماما.

أنت تبلغ العشرين من العمر فلا بأس من أن تستعمل دواء بسيطا مثل عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء، هو دواء جيد وممتاز، ويثبط كثيرا إفراز مادة الأدرينالين (adrenaline) التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الأعراض الجسدية والفسيولوجية المصاحبة للخوف والرهاب الاجتماعي.

جرعة الإندرال كما ذكرت لك صغيرة جدا، وهي عشرة مليجرام صباحا ومساء، تناولها لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

هذا هو الذي أنصحك به، وأنا واثق أنك إذا طبقت هذه الإرشادات سوف تستفيد كثيرا، ولا داعي لاستعمال الأدوية القوية التي نصفها في بعض الأحيان لحالات الرهاب الاجتماعي الشديد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات