السؤال
أنا فتاة عمري 22 سنة، أتمنى الزواج، وذات مرة من المرات دعوت الله سبحانه وتعالى أن يرزقني الزوج الصالح الذي أنعم معه، وصليت صلاة أدعو بها ربي أن ينعم علي بنعمة الزواج، وفعلا وبعد يومين جاء ابن الحلال لطلبي، ولكن الأهل رفضوا ذلك، ومن يومها لم يتقدم لي أحد، ماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الفضلى/ Jojo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، ونسأل الله أن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن يرزقنا السداد والصواب.
إن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وقد عرفت طريق الإجابة فتمسكي به، وكرري اللجوء إلى الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه، واحفظي الله بطاعته يحفظك من كل سوء وييسر لك الخير ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب)) [الطلاق:2-3]، ولا تتحسري على ما مضى، واستقبلي الحياة بثقة وأمل، واعلمي أن لكل أجل كتاب وسوف يأتيك بإذن الله الزوج الأنسب، وأنت لا زلت في مقتبل العمر.
ولا شك أن رفض الأهل له مبررات قد تكون مقبولة وقد تكون غير ذلك، ولكن من سعادة المرأة أن تجمع بين رضا والديها وبين الرجل صاحب الدين، فإن الإنسان إذا لم يكن عنده دين حق للإنسان أن يخاف منه، وكل خلل ونقص يمكن أن يصلحه الدين، ولكن عدم الدين لا علاج له، وأهم شيء في الرجل دينه وخلقه وأمانته، ثم يأتي بعد ذلك استعداده لتحمل المسئولية، وهذا جانب يخفى على الفتاة ويظهر لوالديها وكبار السن، فلا تكفي المظاهر الخادعة والكلمات المعسولة.
وإذا تكرر الرفض للخطاب ومن غير أسباب مقبول فهذا مما يخالف هذه الشريعة العظيمة، فلا ينبغي للأهل أن يقفوا في طريق الفتاة إذا جاءها صاحب الدين ورضيت به، والإسلام يعتبر رأي الفتاة أساسا للقبول؛ لأنها هي وحدها التي سوف تعيش مع هذا الرجل وليس والديها أو أقاربها.
ولا مانع من إيصال وجهة نظرك لأعمامك أو أخوالك إذا شعرت أن الرفض كان لمجرد الرفض، وليس لسبب مقبول شرعا.
واحرصي دائما على الاستخارة في كل أمورك، وشاوري الصالحات والصالحين من أرحامك، وأنت ولله الحمد عرفت آثار الدعاء، فأكثري من اللجوء إلى الله، وما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يرفع عنه من البلاء مثلها، وإما أن يدخر له من الأجر مثلها.
وقد كان السلف يدعون الله فإن أعطاهم شكروه، وإن تأخرت الإجابة رجعوا بالملامة على أنفسهم، فقالوا لها مثلك لا يجاب ثم يجتهدوا في الاستغفار والإنابة، أو يقولوا في أنفسهم: لعل المصلحة في أن لا أجاب ((وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم)) [البقرة:216].
أسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك ويسدد خطاك، وبالله التوفيق.