السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 11 سنة تقريبا، أعاني من وجود إفرازات منذ سنة تقريبا، وهي لزجة، وأحيانا كقطع بيضاء أو شفافة، ولقد كنت أصلي قبل هذه الإفرازات، ولكن الآن أخاف أن لا أكون طاهرة في صلاتي، وأن أصلي صلاة غير مقبولة، فهل ستستمر هذه الإفرازات؟ وكم مدتها؟ وما هي طريقة التنظيف منها؟ وما هي الدورة الشهرية؟ أرجو أن تفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ batool حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وجود إفرازات بيضاء أو صفراء ذات رائحة كريهة، أمر غير طبيعي، ويحتاج إلى علاج، وتحدث الالتهابات في المهبل بسبب الجلوس أثناء الاستحمام في المطهرات ورغاوي الصابون؛ اعتقادا أن في ذلك نظافة وطهارة أفضل، ولكن في الواقع فإن ذلك يؤدي إلى خلل في التوازن البكتيري في الفرج، وهذا الخلل يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة المسؤولة عن البيئة الحمضية، والتي تنظف الفرج ذاتيا، مما يساعد على نمو وتكاثر البكتيريا الضارة والفطريات، التي تؤدي إلى الالتهابات، وما يليها من الحكة والإفرازات، لذلك يجب الحرص على ارتداء ملابس داخلية قطنية واسعة، والاكتفاء بالاستحمام وقوفا دون الجلوس في المطهرات والماء، ودون الاقتراب أو العبث في الفرج.
وعلاج التهاب الفرج البكتيري عن طريق تناول حبوب فلاجيل flagyl 500 mg، ثلاث مرات يوميا، لمدة 10 أيام، بالإضافة إلى تناول كبسولة واحدة في الفم من دواء الفطريات diflucan 150 mg، ويمكنك تكرارها بعد أسبوع مرة أخرى؛ لعلاج فطريات الفرج، والتي تصاحب في كثير من الأحيان الالتهابات البكتيرية، وسوف يمن الله عليك بالشفاء.
ويبدأ البلوغ عند الفتيات من عمر 12 إلى 13 سنة، ومن علامات البلوغ عند الفتيات كبر حجم الثدي، وتحول شعر العانة إلى اللون الأسود، وظهور أول دورة شهرية ليس فيها تبويض، بسبب التغيرات الهرمونية التي تصاحب البلوغ، والتي تؤثر في بطانة الرحم، وبعد نقص تلك الهرمونات تبدأ بطانة الرحم في السقوط التدريجي، وتنزل الدورة الشهرية.
والمبايض في السنوات الثلاث التي تلي دورة البلوغ، لا تنتج بويضات، وبالتالي تأتي الدورة غير منتظمة، قد تتقدم وقد تتأخر، فلا داعي للقلق والتوتر، وسوف يتكرر ذلك كثيرا، أي أن الدورة سوف تأتي قبل الموعد أو بعده، أو تأتي منتظمة لعدة أشهر، وهكذا، ولا داعي للقلق إذا جاءت الدورة ثم تاخرت عدة شهور، فهذا أمر طبيعي.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
-------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. منصورة فواز سالم -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-،
وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
------------------------------------------------------
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء.
قد بان لك من كلام الأخت الطبيبة الدكتورة منصورة – جزاها الله خيرا – أن هذا شيء عارض، مرض يتداوى منه.
وأما عن حكم الطهارة في الصلاة: فإن كان خروج هذه الإفرازات مستمرا، بحيث يستغرق كل وقت الصلاة منذ أن يؤذن المؤذنون لها إلى أن يؤذنون للصلاة التي بعدها – هذا في جميع الصلوات عدا الفجر، فإن خارج وقتها طلوع الشمس – فإذا كان نزول هذه الإفرازات مستمرا طول وقت الصلاة، لا ينقطع وقتا يكفيك لأن تتطهري وتصلي، أو كان خروج هذه الإفرازات مضطربا، بمعنى أنه يخرج أحيانا ويستمر، وقد ينقطع ثم يرجع، يتقدم أحيانا ويتأخر أحيانا أخرى، فليس له قاعدة منتظمة تعرفينها أنت، فإذا كان مضطربا أو كان متواصلا – كما قلنا من قبل – ففي هاتين الحالتين أنت تأخذين حكم أصحاب السلس، فالواجب عليك بعد دخول وقت الصلاة – أي بعد أن يؤذن لها المؤذنون – أن تتطهري وتصلي، وإن خرج منك شيء لا يضرك، ولا تنتقض طهارتك بخروج شيء من هذه الإفرازات، لا تنتقض الطهارة إلا بناقض آخر من نواقض الوضوء غير هذا الناقض.
ولك أن تصلي في وقت الصلاة ما شئت من الصلوات إلى أن يخرج وقت هذه الصلاة، فإذا جاءت الصلاة التي تليها لزمك أن تعيدي الوضوء لها ثانية، وهكذا.
أما إذا كان خروج هذه الإفرازات ينقطع عنك في وقت تعلمينه، وكان هذا الوقت يكفيك لأن تتطهري وتصلي، فإن الواجب عليك أن تنتظري زمن انقطاعها فتتطهري وتصلي.
بهذا نرجو -إن شاء الله تعالى- أن يكون الحكم الشرعي في مسألة الطهارة واضحا وظاهرا، وهذه الإفرازات في نفسها نجسة ما دامت تخرج من الفرج، لأن كل ما يخرج من السبيلين نجس، واستثنى بعض العلماء رطوبات الفرج العادية، ولكن قد بان لنا من كلام الطبيبة أن هذه ليست رطوبات عادية.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.