الخوف من التقدم للدراسة والوظيفة وعند السفر، كيف أتخلص منه؟

0 183

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.

أنا عمري 26 سنة، بدأت معاناتي منذ خمس سنوات، وهي الخوف الشديد الذي أعاقني من التقدم في الدراسة والوظيفة، ومن السفر وغيره.

بداية تأتيني كتمة ودوخة، وتذهب، وتأتي مكانها أعراض أخرى أقوى، وهكذا، استعملت (السبرالكس) لمدة شهر وعشرة أيام، فلم أستفد، و(السيروكسات)، وهو الذي زاد من معاناتي كثيرا، و(البروزاك) و(اللوسترال) لمدة أسبوع، وزاد الخوف، أما (التربتزول)، فهو يخفف المعاناة، لكني عند الاستيقاظ أحس بحزن شديد، وأنا متوكل على الله، ومنتظر لنصيحتكم.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت تعاني من قلق المخاوف، وهذا ينتج عنه أعراض جسدية، وهي الكتمة والدوخة، ومخاوفك هي مخاوف ظرفية، أي أنها مرتبطة بأفعال أو أفكار أو مواقف معينة، كالتقدم للوظيفة وعند السفر.

أخي الكريم، الوسواس والمخاوف -مثل الذي تعاني منه- تعالج من خلال التحقير والاقتحام لفعل ما هو مضاد دون إجراء أي حوار أو نقاش وسواسي، فأنت تعزم على المقابلات، وتسأل الله –تعالى- أن يسهل أمرك، وتبني صورة ذهنية قبل هذه المقابلات: ما الذي سيحدث؟ كيف ستبدأ الكلام؟ كيف ستسلم على الذين يقومون بإجراء المعاينة معك؟ وتذكر في نهاية الأمر أنهم بشر مثلك. هذا هو المنهج الصحيح، ولا توسوس أبدا حول الموقف.

عليك –أخي الكريم– أن تكثر من التواصل الاجتماعي، مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم، زيارة المرضى، المشي في الجنائز، الذهاب إلى الأعراس، الأكل في المطاعم مع الأصدقاء من وقت لآخر، التسوق، الحرص على الصلاة مع الجماعة، هذه كلها تفاعلات اجتماعية عظيمة، وهي في واقعنا وفي حياتنا، فلماذا لا نستفيد منها؟! أرجو ذلك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أفضل أن تقابل طبيبا إن كان ذلك ممكنا، كل الأدوية التي تناولتها أدوية رائعة وممتازة، لكن الدواء قد لا يكون فعالا إذا لم يكن هنالك توافق جيني مع جسم الإنسان، وهذا لا أحد يستطيع أن يعرفه، والأمر الآخر: قد تكون الجرعة قليلة، وبعض الإخوة والأخوات أيضا لا يلتزمون الالتزام القاطع بتناول جرعة الدواء، ولا يصبرون عليه لإكمال المدة، أحسب أنك لست منهم، لكن رأيت من الأمانة العلمية أن أذكر ذلك.

أخي الكريم: الذي أراه أنك ما دمت قد استجبت قليلا (للتربتزول)، ربما تتحسن على دواء (أنفرانيل Anafranil)، والذي يسمى علميا باسم (كلومبرامين Clomipramine)؛ لأنه هو تقريبا ابن عم (التربتزول)، مع بعض الاختلافات البسيطة، وربما تكون حبة من (اللسترال) وحبة من (الأنفرانيل)، هذه التشكيلة أو التركيبة ربما تكون هي الأنسب في حالتك، هذا اقتراح، لكن حين تذهب -إن شاء الله تعالى– إلى طبيبك سوف يحسم الأمر تماما، ويعطيك التركيبة العلاجية الدوائية المناسبة.

حفظك الله، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات