بعد الانتهاء من برنامج الريجيم.. هل يجب المشي للحفاظ على الوزن؟

0 235

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل المشي نصف ساعة يوميا ولمدة 5 أيام في الأسبوع كاف للحفاظ على الوزن بعد الانتهاء من (الدايت)؟ أم ضبط التغذية أهم، وهل إذا رجعت لعاداتي السابقة كأكل الشكولاتة وما شابهها يزداد وزني؟ حتى مع المشي وبحدود السعرات لليوم أم لا؟ وهل يلزمني المشي مدة الحياة للحفاظ على الوزن وبمدة خمسة أيام في الأسبوع؟ أنا أمشي فترة ما بين المغرب والعشاء، وبعده بساعة أتناول العشاء.

أنا شخص كثير الحركة جدا، أجلس قليلا فقط؛ أذهب إلى حديقة منزلنا، وأذهب إلى المسجد مشيا، وفي المنزل أيضا أشتغل وأعمل، فهل هذا مفيد لحرق كمية أكبر من السعرات؟

ويصيبني اكتئاب شديد وحزن عندما أسمع كلمة رياضة أو نشاط أو كلمات تحفيزية للرياضة، إذا لم أقطع في اليوم أكثر من 5 كيلو مشيا، وأيضا لو أجلس نصف ساعة في المنزل يصيبني اكتئاب.

الخمول وقلة النشاط سابقا هو الذي سبب لي السمنة، أنهض وأتحرك طوال اليوم، وأحيانا أسقط في مكاني من الإرهاق.

أرجوكم: أريد المساعدة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاعتدال مطلوب في كل شيء، والهدف من المشي والرياضة ليس إنقاص الوزن فحسب؛ بل تقوية عضلة القلب، وعلاج الحالة المزاجية السيئة، وعلاج عسر الهضم والانتفاخ والغازات، ولذلك لا تعتبر الحركة والرياضة عبئا أو وظيفة يجب القيام بها، بل عادة يجب الحفاظ عليها.

والمشي لمدة نصف ساعة قد يؤدي إلى فقد من 100 إلى 150 سعر حراري، وقد يضيع كل ذلك الجهد في قطعة شيكولاتة صغيرة، وبالتالي فإن الرياضة عامل مساعد للحمية، وليس بديلا عنها، ولا تكفي الحمية وحدها لإنقاص الوزن.

ويمكنك تخيل أنك تناولت بعضا من الحلويات أو الشيكولاتة في الساعة أو النصف ساعة التي من المفترض أنك قضيتها في الرياضة، وبالتالي فإنك حرمت من فقدان 150 سعرة حرارية في الرياضة، وزدت على ذلك 150 إلى 300 سعرة حرارية من الحلويات، فالقضية تعود إلى الاعتدال في كل شيء سواء كمية الطعام التي تتناولها أو الوقت الذي تقضيه في المشي، وكل الخطوات محسوبة سواء في حديقة المنزل أو إلى المسجد، أو أثناء العمل، ولكن المشي الذي يؤدي إلى فقدان سعرات حرارية هو ما زاد عن نصف ساعة.

والأطعمة عموما لها مؤشر يسمى glycemic index أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد العسل والتمر ونسبة السكر فيها 100%، وفي أسفل المؤشر الملفوف للأكل على شكل سلطات وليس محشيا بالأرز والمكسرات، وكذلك في أسفل ذلك المؤشر الزهرة والقرنبيط، والأعشاب الخضراء: البقدونس والشبت والجرجير والبصل الأخضر، وتصل نسبة السكر فيها إلى أقل من 10%، وبينهما تتدرج الأطعمة والفواكه والأشربة، فالماء مثلا لا يوجد به سعرات حرارية أو سكر، ويستخدمه البعض في الرجيم بدلا عن العصائر، وكلما شعرت بالجوع يمكنك شرب الماء، كذلك فإن التفاح الأخضر أقل سكرا من الأحمر، والتفاح الأحمر أقل سكرا من العنب والموز، والعنب أقل سكرا من التمر، وأرجو أن يكون المعنى واضحا الآن، فكل الأطعمة ذات السكر العالي مثلا: الشيكولاته والمياه الغازية والحلويات تزيد الوزن، والأطعمة مثل السلطات والخضار المطبوخ والطازج، والفاكهة قليلة السكر، تساعد على إنقاص الوزن؛ لأن كمية السعرات الحرارية فيها قليلة.

ومن الممكن أن تأكل طعاما معتدلا مثل: الدجاج المشوي بدون الجلد والعظم، أو السمك المشوي ومعه السلطات، خصوصا سلطة الملفوف والأوراق الخضراء والخبز الأسمر، والبقوليات، مثل الفول والعدس، وتشعر بالشبع، وفي حدود 1500 سعرة حرارية، ويخصم باقي الاحتياج اليومي من مخزون الدهن في جسم الإنسان، وبالتالي ينقص الوزن بشكل متدرج وغير مرهق.

والمهم الإرادة القوية، والاستمرار على نظام قابل للتنفيذ، وليس نظاما قاسيا لفترة قصيرة ثم تعود لتأكل كميات كبيرة من الطعام.

وأخيرا: يجب أن تحدد هدفا أسبوعيا، وهدفا شهريا، والعمل على الوصول إلى ذلك الهدف، وليكن نصف إلى واحد كجم في الأسبوع، وبالتالي يمكنك إنقاص 2 إلى 4 كجم في الشهر دون إجهاد ودون عذاب الحمية والجوع، مع أهمية وجبة الإفطار المعتدل في تنشيط جهاز الهدم catabolism وبالتالي يتم هضم طعام الإفطار ومثله من المخزون الدهني في الجسم مما يساعد في النهاية على إنقاص الوزن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات