أعاني من رائحة الفم الكريهة والأطباء اختلفوا في التشخيص!

0 397

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير على نفعكم المسلمين.

عندي تجشؤ باستمرار، خاصة بعد الأكل، ومنذ عامين وأنا أعاني من رائحة فم كريهة، لا تزول مع التنظيف بالفرشاة أو مع الأكل، في البداية استشرت صيدليا، ووصف لي (دكتارين اورال جل)، استعملته أسبوعا، فتحسن لساني الذي كانت تكسوه طبقة بيضاء رقيقة، ولكن بعد أسبوع من التوقف ازدادت الحالة سوءا، وأصبحت الطبقة البيضاء تغطي كامل لساني، وهي عبارة عن شعيرات دقيقة جدا لونها أبيض، ممتدة في كامل اللسان، وفي آخره حبوب حمراء، وبه نقطة بيضاء صغيرة.

ذهبت إلى عدة أطباء في كافة التخصصات، وهنا كانت الطامة الكبرى! فأطباء الأسنان أكدوا لي أن هذه الطبقة عادية، وهي حلمات تذوق، وأن الرائحة من المعدة، في حين أني ذهبت إلى 4 أطباء باطنية أحدهم قال: إنك تعاني من (الكانديدا)، ووصف لي (ديفلوكين)، 3 أقراص، ولكن دون جدوى، والآخران قالا: إنك سليم وغير مصاب بأي فطريات، ونصحني آخر طبيب بعمل فحص براز، وكانت النتيجة: أنه يوجد (few yeast and giardia lamblia)، مع العلم أن كل نظامي الغذائي قائم على الكربوهيدرات والوجبات السريعة، ولا آكل الخضروات إلا مرة كل شهر تقريبا.

هل الخمائر التي وجدت في التحليل، هي (الكانديدا)؟ وهل (الجارديا) هذه تسبب رائحة وغازات وتجشؤا؟ وما هو سببها وعلاجها؟

شكرا جزيلا لمجهودكم الكريم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن رائحة الفم الكريهة لها أسباب عديدة؛ بعضها متعلق بالفم والأسنان والنسيج اللثوي، وبعضها الآخر له علاقة بالطريق الهضمي العلوي، وبعضها له علاقة بالطرق التنفسية العلوية.

بالنسبة للرائحة الفموية ذات المنشأ الفموي، فالمسببات هي:
1- التهاب اللثة البسيطة والمتقدمة، وخاصة التهاب اللثة القيحي الحاد؛ حيث نلاحظ وجود دم أثناء البصاق وأثناء تناول الطعام، وبالفحص نلاحظ احمرار وتورم اللثة، ويكون العلاج دوائيا باستخدام (flagyle 500 mg)، حبة، مرتين يوميا، ولمدة 7 أيام، بالإضافة إلى استخدام (augmentin 1 g)، حبة مرتين يوميا، لمدة سبعة أيام، واستخدام المضامض الفموية المطهرة الحاوية على (كلور هكسيدين)، مرتين يوميا، ولمدة أسبوعين، ومراجعة طبيب الأسنان لإجراء تجريف لثوي، وإزالة الأنسجة اللثوية الالتهابية التي تفاقم الحالة في حال استمرار وجودها.

2- الالتهابات الفطرية الفموية، وتشخص بوجود طبقة بيضاء ضمن المخاطية الفموية وعلى ظهر اللسان، وخصوصا الجزء الخلفي من اللسان.

3- وجود النخور السنية، حيث إن النخور السنية أو التسوس تتسبب في دخول فضلات الطعام ضمنها وتخمرها وتعفنها؛ مما يعطي إحساسا برائحة فم كريهة؛ لذلك يجب مراجعة طبيب الأسنان للكشف الدقيق عن أي تسوس بين الأسنان وعلاجه.

4- ضرس العقل غير البازغ بشكل كلي، حيث يتشكل جيب حول ضرس العقل يدخل ضمنه الطعام، ويصعب تنظيفه، ويسبب حالة التهابية في اللثة تسمى (التواج)، وتتسبب بآلام تمتد للأذن وصداع وصعوبة فتح الفم عند الصباح، مترافقة مع رائحة فموية كريهة، ويكون العلاج باستعمال دواء (rodogyle tab)، حبة 3 مرات يوميا، ولمدة خمسة أيام، مع استعمال مضامض الماء الأكسجيني لمدة خمسة أيام، وفي حال تكرار الحالة يفضل خلع السن.

بالنسبة لحالتك -أخي الكريم- فإنها تندرج تحت المسبب الثاني، وهي الالتهابات الفطرية، وهي عبارة عن وجود طبقة بيضاء على اللسان، وخصوصا الجزء الخلفي، وله دلائل سريرية كثيرة، ومما لا شك فيه أنها إصابة التهابية فطرية بالمبيضات البيض، والتي تظهر في حالات ضعف المناعة المرافق للإصابة ببعض الأمراض الفيروسية أو الدموية المزمنة أو في حالات الإصابة بالقلس المعدي المريئي أو في حالات إهمال الصحة الفموية المترافقة مع التدخين أو في حالات الاستعمال المديد للمضادات الحيوية؛ لذلك يجب عليك -أخي الكريم- اتباع ما يلي:

أولا: زيارة طبيب الأمراض الهضمية لتشخيص مشكلة القلس المعدي المريئي إذا وجدت، والتي تتظاهر بالإحساس بحرقة وألم في الطريق الهضمي العلوي، وتسبب في خروج الطعام والحموض المعدية من المعدة، ويجب علاجها أولا.

ثانيا: في حال نفي الإصابة بالقلس المعدي المريئي، يجب عليك إجراء تحاليل دموية تشمل صورة دم كاملة (_ sgpt -sgot - ESR CRP) وسكر الدم وتحليل براز، واستشارة طبيب أمراض الدم، وطبيب الأمراض الهضمية.

في كلتا الحالتين يجب عليك البدء بالعلاج التالي:
* العلاج الدوائي، ويشمل:
- (CANDIZOL ORAL GEL)، تدهن منطقة الإصابة مرتين يوميا، ولمدة 7 أيام، ولا خوف من بلع المستحضر.
- (DIFLUCAN 50MG CAP)، كبسولة مرتين يوميا، ولمدة 7 أيام.

لا بد من الإشارة إلى أن جميع الأدوية السابقة تتداخل مع العقاقير الحاوية على (Rifampicin , Phinytoin , cyclosporin , Digoxin , Coumarin)، والأدوية الخافضة للسكر الفموية.

* التأكيد على العناية الفموية الجيدة، وتنظيف منطقة الإصابة وتقشيرها بلطف، واستعمال المضامض الفموية المطهرة قبل الدهن، كما يجب استشارة طبيبك في حال استعمال أي نوع من الأدوية أو المضادات الحيوية لفترة طويلة وإيقافها.

في حالة ما إذا كان يجب نفي الأسباب الفموية، فإنه يجب استشارة طبيب الأمراض الهضمية لتشخيص السبب الهضمي للحالة وعلاجه.

إن وجود الفطور الفموية سبب رئيسي للرائحة الفموية، والتي تزول بعلاج المسبب.

أخي الكريم، في حالات الإصابات الفطرية، قد يطول العلاج لأشهر، ولكن الأهم، هو أنه يجب تشخيص الحالة بدقة، ومعرفة المسبب؛ ليتم وضع أسس صحيحة للعلاج.

إن التنظيف هو علاج موضعي مؤقت للرائحة الفموية دون تشخيص وعلاج المسبب الرئيسي، وإن استعمال المضامض الفموية المطهرة يقضي على الجراثيم الفموية لفترة وجيزة فقط.

كما يجب الحفاظ على العناية المستمرة للفم والأسنان، واستعمال المضامض الفموية؛ لتجنب أي نخور سنية أو التهابات لثوية تكون مفاقمة للرائحة الفموية.

أدعو الله لك بالشفاء العاجل، مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور/ أنس العطية، استشاري أمراض الفم والأسنان والوجه والفكين، تليها إجابة الدكتور/ محمد مازن، تخصص باطنية وكلى:
إن نتيجة التحليل تظهر وجود (الجيارديا لامبيليا)، وهو نوع من الطفيليات التي تصيب الأمعاء، وهي تحدث عادة نتيجة تناول الخضار الملوثة بالمياه غير النظيفة، وهي تسبب عادة أعراض التهاب بالأمعاء، كألم البطن والإسهال والغازات ورائحة كريهة للبراز ونقص شهية وشعور بالغثيان، ويعالج عادة (بالمترونيدازول)، ويفضل في هذه الحالة المتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الهضمية لإعطاء العلاج اللازم.

بالنسبة لرائحة الفم لديك، فهي كما أوضح لك الدكتور/ أنس العطية أنها بسبب الفطريات، وأنصحك باتباع التعليمات الواردة في استشارته.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات