السؤال
السلام عليكم
طفلي عمره 2 وثلاثة أشهر، وهو كثير الحركة داخل البيت، وتزداد خارج البيت، ولا أستطيع السيطرة عليه، وأنا أعاني من قلة نومه ويستيقظ كل ساعة، وليس عندي شغالة.
ومنذ أن كان صغيرا ما تركته يبكي، ولا تركته عند أحد، لكنه -ما شاء الله- ذكي، وعنده دقة ملاحظة، ويحفظ كثيرا، ولكني أعاني من كثرة حركته، فهو يحرجني عند الناس ويكسر أثاثهم، ويعض الأطفال ويضربهم، ولكنه يحبهم ولا يريد تركهم، وهم أيضا يحبونه.
أرجو مساعدتي؛ كي أستطيع السيطرة على حركته خارج المنزل، وعلى نفسي من أن أغضب من تصرفاته، والتي أحس أن الناس لا يريدون أن أجلس معهم بسبب طفلي الذي يخرب كل شيء، ويزعج بكثرة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هاشم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح الأطفال، وأن يحسن الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال.
إذا اجتمعت كثرة الحركة مع الذكاء، وكانت الحركة هادفة، وفي سن الأصل فيها كثرة الحركة؛ فإن عوامل النبوغ والنجاح قد توفرت، والتوفيق من الفتاح فاسأليه التوفيق للفلاح، وحصني طفلك في المساء والصباح، وتوقفي عن الانزعاج والصياح، وابحثي له عن مكان واسع يفرغ فيه طاقته؛ ليعقب ذلك الهدوء والارتياح.
وأرجو أن تعرفي أن أطفالنا جواهر، ولكن فينا حدادون لا يحسنون التعامل مع الجواهر، وأطفالنا عباقرة، وفينا قلة صبر، ونسأل الله أن يعين الأمهات، ونتمنى أن يكون للآباء حضور ومشاركة، ونوصيك بما يلي:
1- الدعاء لطفلك ولزوجك ولنفسك.
2- القراءة والاستماع للبرامج والمحاضرات التربوية، ومنها برنامج الأسرة السعيدة في موقعك، وخاصة المحاضرات من 20 حتى 25.
3- عدم إظهار الانزعاج أو إعلان العجز؛ لأن ذلك مما يزيد الوضع سوءا.
4- التغافل عن الأخطاء الصغيرة وتجاهل بعض التصرفات فإن ذلك يؤدي إلى موتها.
5- التركيز على ما يفعله من الصواب والفرح بذلك وسوف يزداد عنده الصواب.
6- عدم تقييد حركته وإظهار الحرج الزائد إذا تحرك في حضور أضياف أو في بيوت آخرين، فليس من الصواب أن نحرم أطفالنا من طفولتهم خوفا من كلام الناس.
7- إذا قام الطفل بالعدوان على أطفال، أو أخذ ألعابهم، فالصواب يكون برد الألعاب، وتعويض الخسائر، وإشعار الطفل أنه سيفقد الأصدقاء، ولا مانع من منعه من اللعب معهم لبعض الوقت.
8- شغل الطفل واغتنام طاقته في النافع المفيد.
9- الذهاب به إلى البر أو إلى أماكن واسعة؛ حتى يجري ويفرغ ما عنده من الشحنات.
10- انتقاء ألعاب تتطلب تركيزا ومشاركته؛ ليتعلم الأدوار والأخذ والعطاء.
11- الاتفاق مع والده على خطة، والكلام عن إيجابياته وهو يسمع.
12- سرد القصص المفيد الهادف له.
13- قراءة الأذكار وتحصينه بالرقية، وتعليمه ما يتيسر من القرآن.
وهذه وصيتنا لكم: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونشكر لك السؤال، ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونوصيكم بابننا خيرا.