السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر20 سنة، أعاني من مشكلة الاحمرار الشديد للوجه، واللافت أني ما أخجل من الناس وإنما أخجل من احمرار الوجه، لأنه يسبب لي إحراجا شديدا، وما أقدر أسيطر على حالي.
أتمنى منكم أن تصفوا لي علاجا لهذه المعاناة، في استشارة سابقة وصفتم لي ديرالين، وأخذته لكن ما أحسست بتحسن، فهل هناك علاج آخر؟
كذلك أريد أن تنصحوني بالنسبة للتدخل الجراحي من خلال عملية تسمى تدبيس العصب (السمبثاوي) حيث أسمع أن أكثر الدول شهرة بهذه العملية مصر وفرنسا، فهل أعملها؟ لأن حالتي مستعصية، وأثرت على حياتي.
أرجوكم الإفادة، أنا على وشك الانتحار! سئمت حياتي، وهذه المشكلة تقف حائلا بيني وبين طموحاتي، حتى في الصلاة أخاف الذهاب للمسجد!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك فرق بين احمرار الوجه الناتج عن مرض نفسي يسمى social phobia أو الخوف الاجتماعي، والمؤثر الأساسي في هذا المرض هم الناس أنفسهم الذين تشعر مع مواجهتهم بالخوف الاجتماعي أو الرهاب، وليس الخجل الطبيعي الذي يعتري بعض الأشخاص، ولا علاقة بين ذلك المرض وبين العصب السيمبثاوي، وسوف يعلق على ذلك الاستشاري النفسي.
هناك مرض فرط التعرق في اليدين وباطن القدمين، مع بعض الاحمرار في الوجه، ويسمى: hyperthidrosis وله علاجات كثيرة آخرها كي أو تدبيس العصب المغذي للغدد، وهذا المرض ناتج عن حساسية العصب السيمبثاوي، vagus nerve.
في هذا المرض تظل راحة اليدين وباطن القدمين في حالة تعرق دائم صيفا وشتاء، وجراحة تدبيس العصب السيمبثاوي تمنع التعرق نهائيا، ولا تقلله ويظل الجسم جافا، وهذا الجفاف يسبب بعض المشاكل، ونسبة النجاح فيها مرتفعة، وتحتاج إلى مراكز طبية متخصصة، ولكن يجب التشخيص أولا لمعرفة حالتك على وجه الدقة، هل هي خوف اجتماعي أو فرط التعرق؟
وفقك الله لما فيه الخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما أوضح لك الأخ الدكتور/ عطية إبراهيم – جزاه الله خيرا – الأمر في غاية البساطة، هذا الاحمرار الذي يحدث في وجهك هو ناتج عن زيادة في تدفق الدم عندما تكون قلقا أو مواجها لموقف اجتماعي معين، حيث إنك في الأصل من الواضح أنك تعاني من الخجل أو الخوف الاجتماعي من الدرجة البسيطة.
العملية عملية فسيولوجية بحتة، الذي يحدث أن الإنسان حين يكون في موقف يتطلب أي نوع من المواجهة يبدأ القلب في ضخ الدم بكميات أكبر ليزيد من انتشار الأكسجين في الدم، وهذه ظاهرة صحية جدا.
الوجه يتميز بوجود شعيرات دموية سطحية، لذا حين تضخ كميات كبيرة من الدم وتمتلئ هذه الشعيرات تظهر في شكل احمرار.
بالنسبة للإخوة الذين يعانون من الخوف الاجتماعي يتحسسون هذا الاحمرار بشيء من المبالغة والخوف الشديد والتضخيم، وهذا خطأ كبير، لا أحد يلاحظه.
أيها الفاضل الكريم، حتى وإن كان يلاحظه البعض فيكون في بدايات المواجهة ثم ينتهي تماما، وتجاهلك له هو العلاج الرئيسي، لا بد أن أكون واضحا وأمينا معك في هذا السياق، التجاهل والتعرض للمواقف الاجتماعية والإكثار منها.
أحزنني كثيرا أنك ذكرت أنك تخاف حتى من الذهاب إلى المسجد، لا، المسجد هو مكان الأمان، والصلاة بها تطمئن النفوس، إنما يخاف من المسجد من قال الله فيهم: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولم في الآخرة عذاب عظيم}، لكن الذين يدخلونها هم الذين قال الله فيهم: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}.
أخي أول ما تبدأ به هو أن تصلي صلواتك الخمس في المسجد، وإن قمت بذلك أنا متأكد أنك سوف تشفى شفاء تاما.
عليك أيضا أن تكثر من التواصل الاجتماعي: اذهب إلى المناسبات، اذهب إلى الأسواق متى ما كان ذلك ضروريا، قم بزيارة المرضى، اجتهد في دراستك، كن شخصا فعالا في أسرتك، هذا كله يساعدك كثيرا.
أحزنني كلمة أنك على وشك الانتحار، لا أدري من أين أتى بعض الشباب بهذه الكلمة؟ هذه الكلمة كلمة سخيفة جدا، وفكرة نتنة، لا أريد شبابنا أن يتعلق بها، الانتحار حرمه الله، مآله وخيم، عقابه شديد، خلود في النار.
أيها الفاضل الكريم: أنت أرفع من الانتحار، لأنك مسلم، لأنك مؤمن، وأنت حياتك طيبة، وأنت موحد، وأنت صابر على كدر الدنيا، وأنت مستبصر، وأمام مستقبل مشرق جدا، فلا تهتم بهذا الموضوع أبدا، ولا تفكر على هذه الكيفية.
أنت لست في حاجة لعملية تدبيس عصب السيمبثاوي كما أوضح لك الأخ الدكتور عطية إبراهيم، كل الذي تحتاجه هو الذي ذكرته لك، وعليك أن تعيش حياة هانئة، ولا مانع أن تستعمل أحد مضادات قلق المخاوف، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) الجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة (عشرة مليجرام) تتناولها يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها عشرين مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وانظر حكم الانتحار أو التفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.