السؤال
تعرفت على زميل لي في العمل، متزوج وعنده طفل، أعرف أنه يحب زوجته وابنه جدا، ولكنني أريد أن أكون له زوجة ثانية دون أن أمس ذلك البيت، أنا من أسرة متوسطة الحال وكذلك هو، زوجته تعمل في نفس محل عملي، يواعدني سرا ولكنه يعاملني بكل احترام، أريد أن أعرف هل زواجي به خطأ أم لا؟ وهل يجب أن يكون الزواج معلنا لكل الناس بما فيهم زوجته؟ أخشى أن أهدم بيته بذلك.
أستطيع إقناع أهلي بذلك وكذلك هو، وأعرف أن المجتمع يرى في الزواج الثاني شيئا لا أخلاقي، خاصة وأن زوجته جميلة وتحبه ويحبها جدا، ولكن هناك قصة حب بيني وبينه، أنا لا يهمني أن يظل معها وقتا طويلا، المهم أن أنعم بأن أكون زوجته. أرشدوني إلى الطريق المستقيم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يرزقنا جميعا السداد والرشاد، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إن شريعة الإسلام لا تمنع هذا الرجل من أن يتزوج بامرأة ثانية أو ثالثة أو رابعة، قال تعالى: (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ))[النساء:3] وهذا كلام الله الذي خلق النفوس فسواها، وينبغي أن يعلم الذين يرفضون التعدد من السفهاء والجاهلين أنهم بفعلهم هذا يشجعون على الفجور، وذلك برفضهم للحلال واتخاذهم للأخدان والخليلات.
ومن الأدلة على عظمة منهج الإسلام حالة هذا الرجل الذي لم تكفيه زوجته فبدأ يبحث عن سواها، فالواحدة قد لا تكفي، وقد أحسن من ألف كتابا وسماه: (الثانية لا الزانية) والأمر يختلف من رجل إلى آخر، وهناك ظروف عديدة راعتها الشريعة فأباحت التعدد.
ولكن الخطأ يكمن في عدم إتيان البيوت من أبوابها، فينبغي لهذا الرجل إن كانت له رغبة فيك أو في غيرك من النساء أن يطلب ذلك من الأولياء، فلا نكاح إلا بولي، وأن يتوقف عن هذه اللقاءات السرية التي يكون الشيطان فيها حاضرا، وقد يحدث ما لا تحمد عقباه، ولا مانع من إتمام هذا الزواج؛ شريطة أن لا تطلب إحداكن طلاق الأخرى لتأخذ مكانها، والرجل بإمكانه أن يدبر أكثر من منزل، وعليه أن يتقي الله ويتحرى العدل.
وأرجو أن تكوني عونا له على الخير والطاعة والعدل.
ولا بد أن يكون الزواج معلنا، وسارعا بتصحيح هذا الوضع، فالعلاقات العاطفية بينكما مخالفة لهذه الشريعة التي لا تتيح للرجل الخلوة بالمرأة حتى بعد الخطبة التي هي مجرد وعد بالزواج فقط.
وعليه أن يتلطف في عرض هذا الأمر على زوجته الأولى؛ لأنها سوف تعرف طال الزمان أو قصر، خاصة وأنتم تعملون في مكان واحد، وليس لها أن تعترض على شيء أباحه الله، والصواب أن يصبر عليها ويحتملها، وسوف تتغير الأحوال بإذن الله.
وعلينا أن نعلم أن ما تفعله كثير من النساء في مثل هذه الأحوال خطأ كبير، وقد تصدر منهن مخالفات تغضب الله، وهذا كله من آثار الغزو الفكري والتشبه بأعداء الله، الذين توسعوا في الحرام فظهرت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن في أسلافهم السابقين.
ومن المؤسف حقا أن ينظر المجتمع إلى الزوجة الثانية بهذه الصورة، مع أن نساء السلف كن يباركن لأزواجهن في مثل هذه الأحوال، بل وربما ساعدن في الاختيار والإعداد لمراسيم الزواج.
وعلى كل حال فهذا الرجل يجوز له أن يتزوجك ولكن يحرم عليه أن يلتقي بك سرا حتى لو كان محترما، بل لو أراد أن يعلمك القرآن، فليس في الرجال الأجانب من يؤتمن على النساء، والأجنبي هو كل من يجوز له أن يتزوج المرأة.
ونصحي لكما ونفسي بتقوى الله والخوف من مخالفة أمره (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63]، وعلى هذا الرجل التقدم رسميا لطلب يدك أو الابتعاد عنك، والإسلام لا يقبل بقصص الحب إلا مع الزوجة الحلال ووفق ضوابط الشرعية التي تجعل الزواج ميثاق غليظ ورباط له حرمته ومسئولياته.
والله الموفق.