السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة وأنا أتواصل مع فتاة بقصد الزواج، الفتاة مصابة بمرض التصلب المتعدد، الفتاة تقيم هي وأهلها في نفس المدينة التي أقيم بها، ومنذ شهر استطعت أن أحضر والدتي للتعرف على أهلها، لكن أهلها رفضوا، وكانت الحجة أنها مريضة.
علما بأن الزواج من أفضل ما يساعد على علاج هذا المرض، ما زلت متمسكا بهذه الفتاة مرضاة لرب العالمين وقربة له، والفتاة تملك من الصفات والطباع ما يعجبني ويدعوني للتفاؤل، والله أعلم كيف أراقبه فيها.
ولله الحمد حالتي المادية جيدة، لكن أهلي يعيشون في بلدنا والآن سأجد صعوبة مرة أخرى لإقناع أهلي لا سيما أنهم لا يعرفون بأن أهل الفتاة رفضوا الفكرة، أريد المحاولة مرة أخرى، لكني لا أعلم ما هي الطريقة الأنسب، هل أكلم والدها مباشرة؟
ملاحظة: الفتاة تتأثر بسماع الرقية وأهلها لا يأخذون الموضوع بشكل جدي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزيك خيرا على نيتك الطيبة، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-: أرى أن الدخول إلى هذه الأسرة يحتاج إلى استعانة بالله تبارك وتعالى، ولذلك أنصحك بالإكثار من الطاعات، كقيام الليل والدعاء فيه، وكذلك أيضا صيام بعض الأيام بنية قضاء الحاجة، والإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم صل ركعتين بنية قضاء الحاجة.
وتوجه إلى أبيها مباشرة، ما دام الرجل رجلا مرنا، وما دام من أهل الصلاح ومن أهل المساجد، فأعتقد أنه من السهل أن تتفاعل وأن تتواصل معه بسهولة -بإذن الله تعالى- وأعرض عليه الأمر، إذا قبل منك الكلام فبها ونعمت، وإن لم يقبل فأنت قد أعذرت إلى الله، وأعطاك الله الأجر بالنية.
وسيسهل الأمر خاصة إذا كان يعرفك ويعرف والدك، ويعرف أصلك، فقد يكون هذا أيضا أيسر في هذا الأمر، ومن هنا فإني أرى أن هذا السبيل الوحيد، وأسهل السبل وأيسرها؛ الطريق المباشر.
وبدلا من أن تأتي بأهلك ويشعرون بنوع من الحرج نظرا لاحتمال أن يرفضهم الرجل، فأنا أنصح – بارك الله فيك – أن تبدأ أنت بنفسك المحاولة مرة أخرى، مع الاستعانة بالله كما أشرت لك، خاصة العبادات التي نصحتك بها، والإكثار من الأعمال الطيبة، والصدقة، على أن تركز هذه الأعمال لتحقيق هذا الهدف؛ لأنه يجوز شرعا أن تستفيد من عباداتك، وأن تجعلها وسيلة إلى قضاء حوائجك، كما ورد في قصة الثلاثة الذين آووا إلى الغار، فإن الله تبارك وتعالى نفعهم بصالح أعمالهم، وأنت أيضا عندما تؤدي هذه الأعمال، وتكون لديك النية على أن يقضي الله حاجتك في هذا الأمر، -فإن شاء الله تعالى- لن يخذلك الله، ولن يضيعك، فإن قبل الرجل فحسن، وإن لم يقبل فالنساء غيرها كثير، وأنت مشكور ومأجور على نيتك الطيبة، وأسأل الله أن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.