السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله على مساعدتكم.
أنا صاحب الاستشارة 2259894، وقد نصحتموني باستعمال دوجماتيل والديروكسات، لقد استعملتها لمدة شهرين تقريبا بدون جدوى، واستعملت أدوية أخرى (اسيتالوبرام، زولف، ميديزابين، نوديب 50، سقديب، البرزولا، زيبام) استعملت كل دواء لمدة سنة، ولم تجد لدي نفعا ولا فائدة.
والشيء الذي يزعجني كثيرا هو فقدان الاتصال برأسي، فقدان الألم والصداع به بصفة نهاية، لم أعد أستمتع بطعم النوم ولا الحياة، وزد على ذلك ألم نفسي شديد جدا، في بعض الأحيان لا أستطيع تحمله، أدعو الله أن يصرف عني وساوس الشيطان؛ لأني أخاف أن أؤذي نفسي.
أنا أمر بحالة لا يعلم بها إلا الله عز وجل، كنت قبل هذه الحالة شابا ملتزما محافظا على الصلاة، وأحس بسعادة لا توصف إلى أن حدثت هذه الحالة، فأصبحت مشاعري متبلدة، لا أحس لا بسعادة، كأن طاقتي انطفأت، وفقد كل اهتماماتي، وأصبت بزغللة في العينين، خاصة في الليل، وتبدو لي الأضواء غريبة.
أحافظ على الصلاة، ولكن لم أعد كما كنت من قبل، لا أستشعر طعم العبادة والله المستعان، ولا أحس كذلك بنبض قلبي عندما أضع يدي فوق صدري، ولقد استشرت عدة أطباء نفسيين، وقالوا لي عندي اكتئاب واختلال أنية، ولكن اختلال الأنية خف قليلا؟ أفكر بالذهاب لطبيب مخ وأعصاب، والقيام كذلك بجلسات كهرباء.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: ما دمت لم تستفد من الأدوية فإنني أنصحك -أيها الفاضل الكريم- بالتوقف عنها، الدوجماتيل يمكن أن تتوقف عنه مباشرة، أما الزيروكسات فخفض الجرعة إلى نصفها لمدة عشرة أيام، ثم تناول النصف -أي نصف الجرعة- لمدة عشرة أيام أخرى، لكن تناوله بمعدل يوم ولا تتناوله في اليوم الذي يليه، وهكذا، أي يوما بعد يوم، بعد ذلك توقف عن العلاج، حتى يكون هنالك نوع من التدرج، وهذا أمر مطلوب حتى لا تحدث لك أي آثار أو ارتدادات سلبية للدواء.
إذا بعد أن تتوقف من الأدوية تماما اذهب وقابل الطبيب النفسي -أيها الفاضل الكريم-، مع احترامي الشديد لا أعتقد أن طبيب الأعصاب سوف يكون مفيدا في حالتك، حتى وإن كان لا بد من الجلسات الكهربائية، فهذه تقرر بواسطة الطبيب النفسي، ولا أريدك أبدا أن تتعجل وتطالب بهذه الجلسات الكهربائية.
اذهب لأحد الأطباء النفسيين الذين قابلتهم مسبقا، طبيب تكون قد ارتحت له أكثر، وضع الأمور أمامه بصورة جلية، وهي أنك قد تناولت أدوية كثيرة ولكنك لم تستفد منها، هنا سوف يقوم الطبيب بمراجعة التشخيص، وهذا أمر ضروري.
أحد القوانين الجوهرية في الطب النفسي أن المريض إذا لم يستفد من العلاجات الدوائية وكان يطبق الإرشادات السلوكية ولم يستفد منها أيضا، هنا يجب أن تتم مراجعة التشخيص، وعلى ضوء ذلك سوف يتخذ الطبيب الإجراءات العلاجية المطلوبة.
فيا -أيها الفاضل الكريم-: اذهب إلى الطبيب مباشرة، واعرض حالتك كأنك تعرضها لأول مرة، وبعد ذلك سوف تتخذ الإجراءات من جانب الطبيب من حيث مناظرتك وإجراء الفحوصات اللازمة، ومن ثم تأكيد التشخيص إذا كان اكتئابا أو اختلال أنية أو غيره.
هذا هو الأسلم، وهذا هو الأفضل، وأشكرك على التواصل إسلام ويب.