ضعف الذاكرة والنسيان أثَّرا عليّ، هل من علاج؟

0 224

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاما، ومشكلتي أني أعاني من ضعف الذاكرة، وهذا الضعف لا يتمثل في جميع أمور الحياة، ولكن أشياء بعينها، مثلا صعوبة الحفظ، فلو حاولت أن أحفظ سورة قصيرة من القرآن الكريم فسوف أستغرق وقتا طويلا جدا؛ لكي أحفظها، وربما لا أحفظ منها إلا القليل, وأيضا أحيانا أشاهد التلفاز، ويتم عرض إعلان لبرنامج معين، فأقول في نفسي: إني سأشاهد هذا البرنامج، وأنظر إلى وقت عرضه، وأحاول تذكره، ولكن بمجرد أن أفكر في مواضيع أو أشياء أخرى أنسى ما كنت أريد أن أشاهده، وبعد فوات الموعد ربما أتذكر أني كنت سأشاهد البرنامج الفلاني.

مثال آخر: إذا كنت أتحدث مع شخص ما، وأعطاني معلومات معينة كرقم هاتف، أو اسم شخص، أقوم في نفس اللحظة بتكرار هذه المعلومة في ذهني؛ لكي لا أنساها، ولكن بمجرد أن ينصرف ذهني عن هذه المعلومة، وأتحدث أو أفكر في موضوع آخر أجد نفسي نسيت كل المعلومات المهمة، مع العلم أني في طفولتي وحتى المراهقة لم أكن أعاني من هذه المشاكل، وكنت أحفظ دروسي وكل شيء بسهولة، ولا أنسى كثيرا.

مع العلم أيضا لا أعاني من أي أمراض سوى الربو، ومنذ فترة طويلة لا يحصل لي ضيق التنفس، وإن حصل يكون بسيطا جدا، وبمجرد استعمال بخاخ الصدر (فينتولين) أشعر بتحسن وارتياح, وللعلم في فترة معينة تقريبا قبل حوالي 10 سنوات كانت تحصل لي نوبات ضيق في التنفس بشكل كبير، وكنت أستخدم البخاخ بكثرة وبشكل مفرط جدا، وربما تنفد مني العبوة الواحدة في خلال أربعة أو خمسة أيام، وأحيانا كان يحدث معي رعشة خفيفة في اليدين، وأعتقد أنها من الاستخدام المفرط للبخاخ.

الرجاء منكم أفيدوني، ما الحل لمشكلتي، وهل يوجد علاج فعال أو إنني انتهيت وسيبقى حالي هكذا إلى الأبد؟ أنا أريد أن أكمل دراستي، ولدي طموحات كثيرة، ولكن مع هذا الوضع حياتي متوقفة كليا.

أرجو أن تفيدوني باستفاضة؛ لأني -والله العظيم- تعبت كثيرا من هذه المشكلة، ولا أمانع إن أراد أحد المختصين التواصل معي، والاستفسار عن أي معلومات أخرى.

شكرا جزيلا لكم، وبارك الله فيكم على مجهوداتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
وعليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الصلة بإسلام ويب، والثقة في هذا الموقع.

أخي الكريم: الذي يظهر لي أن مشكلتك بسيطة جدا، ما تعاني منه هو ناتج من قلق نفسي بسيط، والقلق النفسي يعيق تسجيل المعلومات؛ لأن الذاكرة والتركيز له مسارات، وله متطلبات معينة.

الإنسان حين يستقبل المعلومة تسير في مسارات دماغية معينة، ومن ثم يتم تخزينها وتشفيرها وتظل عالقة بالذاكرة ليخرجها الإنسان ويستعملها حين يحتاج إليها، لكن في بعض الأحيان عملية التسجيل هذه لا تتم بالصورة المطلوبة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي أو القلق النفسي أو الاكتئاب النفسي.

وهنالك حالات عضوية أيضا قد تؤدي إلى اضطراب في القدرة على التركيز والتخزين للمعلومات، ومن هذه الحالات نقص فيتامين (ب12)، وكذلك اضطراب إفراز هرمون الغدة الدرقية.

الربو لا يسبب هذا أبدا، لا يسبب ضعفا في التركيز.

أيها -الفاضل الكريم-: الذي أراه هو أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، وذلك من خلال مراجعة الطبيب، تأكد من مستوى السكر لديك، مستوى الدم، وظائف الكلى، وظائف الكبد، ووظائف الغدة الدرقية، وفيتامين (د)، وفيتامين (ب 12) هذه فحوصات أساسية جدا، وهي متاحة ومتوفرة في جميع البلدان، ولا تتطلب إمكانيات تقنية كبيرة.

بعد أن تتأكد أن فحوصاتك كلها سليمة هنا أنصحك بأن تتبع نمطا حياتيا خاصا، وأهم شيء في نمط الحياة هذا هو:

• أن تنام مبكرا، وتستيقظ مبكرا لصلاة الفجر، ومن ثم تبدأ يومك بالمهام والأنشطة التي تريد أن تؤديها.

• أن تمارس الرياضة، الرياضة تؤدي إلى نوع من ترميم لخلايا الدماغ –إذا جاز التعبير– وهذا الترميم قطعا يحسن التركيز لدى الإنسان والاستيعاب.

• أن تكون حريصا جدا على تطبيق تمارين الاسترخاء، والتي أوردناها في الاستشارة الخاصة بموقعنا والتي هي تحت رقم (2136015)، هذه التمارين مهمة جدا للاستيعاب.

• اهتم بغذائك، الناحية الغذائية يجب أن تكون مرتبة، وتناول أطعمة متوازنة التركيبة الغذائية، هذا قطعا فيه خير لك، ويساعدك فيما يخص حيويتك الصحية، والتي تساعد قطعا على التركيز.

• وجد أن تدارس القرآن بتدبر وبتمعن يحسن التركيز ولا شك في ذلك، فاحرص على ذلك.

• في بعض الأحيان الإنسان إذا أراد أن يحفظ موضوعا معينا يجب أن يغير من وضعيته، اقرأ جزءا منه وأنت جالس، ثم واصل في القراءة وأنت متحرك، واقرأ بصوت عال مثلا، وهكذا، هذه التشكيلة والتنميط المتعدد الجوانب يساعد الناس في استيعاب المعلومات.

أخي الكريم: إن كنت تحس بأي نوع من القلق فلا مانع أيضا من أن تتناول دواء بسيطا مثل عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، أعتقد أيضا أنه سيكون مفيدا جدا لك، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات