كرهت الدراسة بسبب ضعف اللغة الإنجليزية وتكوين صداقات.

0 212

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على موقعكم، وأتمنى أجد الحل عندكم.

مشكلتي: كنت متفوقا بالمرحلة الثانوية وتخرجت منها ولله الحمد بدرجات عالية، ثم التحقت بإحدى جامعات المملكة وخرجت منها لظروف معينة، ثم التحقت بالفصل الثاني لإحدى الجامعات الأخرى ولم أكمل فيها لأسباب هي:

أصاب بضيق شديد عندما أدخل بوابة الجامعة، ولا أفهم المحاضر؛ بحكم أن الدراسة باللغة الإنجليزية، ولا أستطيع أن أكون علاقات صداقة، من يوم دخلت الجامعة انقلبت حياتي بالكامل، لا آكل ولا أشرب، وأحس بخوف طوال اليوم، أذاكر بالبيت، وكأني لم أذاكر شيئا، وتأتيني حالات بكاء لا إرادية وخوف وقلق شديد.

وبعدما سحبت ملفي أحسست بارتياح أول ثلاثة أيام، لكن بعدها رجعت لي الحالة، وصار كل تفكيري بالمستقبل أين أروح؟ وماذا أعمل؟ لا أخرج من البيت، وتعطلت حياتي الاعتيادية، وتأتيني ضيقة بصدري شديدة، وبعض الأحيان أبكي، فأنا محبط ونادم؛ لأن سنة راحت من عمري بلا فائدة، وأنا أشاهد أقراني يسبقوني -الله يوفقهم-، وصار خوفي أن ألتحق بإحدى الجامعات أو الدراسات العام المقبل، وأخاف أن ترجع لي الحالة ولا أكمل، وتضيع سنة أخرى من حياتي، فأنا والله العظيم من الداخل أتقطع من الألم النفسي.

أتمنى أن أجد الحل الأمثل لحالتي، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك كل الشكر على ثقتك بموقعنا وكتابتك إلينا، وأشكر لك حرصك على التفوق والنجاح الذي كان حليفك إلى أن دخلت الجامعة، وتأكد أن مشكلتك بسيطة طالما أن لديك الرغبة في التغيير والإصرار على ذلك، ولكن لا تستسلم للهواجس والظنون والأفكار في الفشل، وواجه مشكلتك بشجاعة، لأن الهروب لا يحل مشكلة مهما طال، وتجنب أن ترسل لنفسك أي رسالة سلبية مثل: (أنا فاشل، أنا لا أستطيع)، بل على العكس من ذلك حاول أن ترسل لنفسك رسائل إيجابية مثل: (أنا قادر على النجاح، الناجحون ليسوا أفضل مني)، ولا تبك على الحليب المسكوب، وما ضاع من وقت، فأن تصل متأخرا خير لك من أن لا تصل، فليس العبرة بمن سبق وإنما العبرة بمن صدق.

ومشكلتك في الحقيقة تنحصر في أمرين اثنين هما:

1- ضعف لغتك الانجليزية، وهي لغة الدراسة في الجامعة التي تدرس بها.

2- عدم قدرتك على تكوين علاقات صداقة مع الآخرين.

أما ضعف لغتك الانجليزية، والذي يمنعك من فهم ما يقوله المحاضر، وبالتالي تراكم الدروس والواجبات والذي يصيبك بالإحباط؛ فحله بسيط وهو: أخذ دروس تقوية في اللغة الانجليزية في أحد المراكز المتخصصة بذلك، ولا تفكر كثيرا في الوقت الذي ستقضيه في ذلك، فأنت ما زلت في مقتبل العمر، وأنت لا تضيع وقتك فيما لا يفيد.

وأما مشكلتك الثانية، وهي: عدم قدرتك على تكوين علاقات صداقة مع الآخرين فربما يعود لمجموعة من الأسباب أهمها:

1- اختلاف ثقافتك المجتمعية عن ثقافة المجتمع الذي تعيش فيه الآن.

2- ضعف الخبرة ومهارات التواصل مع الآخرين لديك.

وعليه أنصحك بما يلي:

1- الانضمام لبرنامج مهارات التواصل الفعال وبعض برامج التنمية البشرية الأخرى.

2- دراسة ثقافة المجتمع الذي تعيش فيه وفن الإتيكيت، والتعامل مع الآخرين فيه، مع إسقاطه على ثقافتنا العربية والإسلامية، وتجنب ما يخالفها، وإياك من الانجرار في تكوين علاقات خاطئة مع الجنس الآخر؛ كونك في مجتمع منفتح أو متفلت، واحرص على ما يرضي الله، واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).

3- تنمية ثقافتك العامة بالمطالعة، والتي تشكل المادة الأساسية للحديث والحوار.

4- المساهمة ببعض الأعمال التطوعية المجتمعية؛ والتي ستساهم في زيادة قدرتك على التواصل مع الآخرين.

أسأل الله أن يهدئ سرك، ويعطيك سؤلك، ويعينك عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات