السؤال
كيف أثق في الناس؟
أكره أمي جدا! وأكره أخواتي جدا، ولا أتكلم معهم، وأنا أجلس لوحدي دائما، وأريد أن يكون لي أسلوب وأن أتكلم مع أخواتي بكل جرأة، ولا أخجل من أحد.
كيف أتكلم مع الناس بكل راحة دون خوف؟ أكثر كلامي: (ما أدري) وأنا أعلم، لكن أخاف أن أقول الحقيقة، أنا أقرأ كتبا عن الأمور النفسية كثيرا، ولكن لم تصبح لدي شخصية.
هل توجد طبيبة نفسية تحلل الشخصية عن طريق الصوت فقط وتعلم ما في القلب عن طريق الصوت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، مع الاعتذار على التأخر.
من الواضح أن في سؤالك جانبين: الأول وهو الأخطر: طبيعة علاقتك بأمك وأخواتك، وبما ذكرت من الكره، ولا أدري ما هو مصدر هذه المشاعر السلبية تجاههم؟
والأمر الثاني: يبدو وكأنه نوع من الرهاب الاجتماعي عندك؛ مما يجعلك لا تتكلمين بارتياح مع الآخرين.
بالنسبة للأمر الأول -وكما ذكرت لك- يا ترى ما هي أسباب هذه العلاقة السلبية مع أمك وأخواتك؟
ولا شك أن هذا ليس بالأمر الصحي وبغض النظر عن الأسباب وما يمكن أن يكون قد حدث في الماضي. والنصيحة أن تعملي على تغيير هذه المشاعر من خلال الاقتراب أكثر من أمك أولا، وفي مرحلة تالية من أخواتك، والعمل على إصلاح هذه العلاقة، فأنت في حاجة إليهم، وهم في حاجة إليك، وأنتم لبعضكم كما يقال. حاولي أن تتعرفي عليهم عن قرب، ولا شك أنك ستجدين بعض الصفات الإيجابية عندهم.
وإذا حصلت هذا فستشعرين بالتحسن الكبير في شخصيتك، والكثير من جوانب حياتك داخل البيت وخارجه. ويمكن لهذا التحسن أن يساعدك أيضا في تجاوز حالة الرهاب الاجتماعي الذي عندك؛ لأن إقدامك للتعرف على والدتك وأخواتك سيجعلك أكثر ثقة في شخصيتك، وأكثر تقديرا لذاتك، مما يشجعك على التعامل مع بقية الناس.
نعم يمكن أن تستفيدي من الطبيبة النفسية في التعرف على طبيعة شخصيتك، ولكن ليس فقط عن طريق الصوت، مع أن الصوت يخبرنا الكثير عن صاحبه، وإنما من خلال الحديث معك ومعرفة تفاصيل نفسيتك وحياتك.
وفقك الله، ويسر لك الخير.