السؤال
السلام عليكم.
عانيت قبل مدة من نزيف بعد الجماع، وبين الدورتين، وألم أسفل الظهر، والطبيبة المعالجة شخصت الحالة بقرحة عنق الرحم، وقامت بكيها، وذلك بعد أيام من المعالجة بالمضادات، -والحمد لله- توقف النزيف، وتحسنت الحالة، إلا أن ألم أسفل الظهر لا زال يعاودني كما كان قبل الكي، وخصوصا في اليوم التالي للجماع.
وسؤالي: ما سبب ذلك؟ وهل يعيق حدوث الحمل؟ لأنني أعرف بعض قريباتي ممن لم يحملن يشتكين من آلام أسفل الظهر.
منذ ثلاث سنوات من الآن أو أكثر ولدت بعملية قيصرية، ومن بعدها شعرت بتحجر جزء من الرحم، من الجهة اليمنى، وخصوصا بعد الدورة، وكأن شق رحمي الأيمن يتجمع في تلك المنطقة مثل الحجر، فهل هذا طبيعي أم أن هناك ربط أو أخطاء في العملية؟ خصوصا أنه لم يحدث حمل بعدها، أجيبوني بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن لألم الظهر أسباب عديدة، وغالبيتها العظمى تكون ناجمة عن العضلات، أما التي تنجم عن أمراض نسائية، فهي حالات قليلة وليست كثيرة, كما تعتقد كثير من النساء.
وعندما يتأخر حدوث الحمل بعد الولادة بعملية قيصرية، فيجب عمل تصوير ظليل للرحم والأنابيب؛ وذلك للتأكد من أن الأنابيب سالكة, ولم تتشكل حولها التصاقات، كما يجب عمل تنظير للحوض للتأكد من عدم وجود بطانة الرحم الهاجرة، والتي قد تسبب ألم الظهر وتأخر الحمل معا.
فإن تم التأكد من أن كل شيء طبيعي، فهنا يمكن القول بأن سبب هذه الآلام هو التشنج العضلي، وبالتالي لن يكون لها علاقة بتأخر حدوث الحمل.
بالنسبة لتأخر الحمل عندك، فبعد أن يتم التأكد من أن الأنابيب سالكة -إن شاء الله تعالى- يجب عمل تحاليل هرمونية أساسية، وذلك للتأكد من عدم وجود خلل ما، مثل: ارتفاع في هرمون الحليب، أو اضطراب في الغدة الدرقية، أو غير ذلك من الأسباب التي قد تؤخر حدوث الحمل.
كما يجب دوما وكنوع من الاحتياط أن يقوم الزوج بعمل تحليل للسائل المنوي؛ للتأكد من أنه ما يزال مخصبا، ولم يحدث عنده أي طارئ في هذه الفترة.
أما بالنسبة لما تشعرين به من تحجر في أحد أطرف العملية، فهو ناجم عن تشكل نسيج ليفي بعد العملية، وهو نسيج قاس، وقد يكون سبب تشكل هذا النسيج حدوث تجمع دم بعد الخياطة، أو حدوث التهاب، أو بقاء بعض الخيوط الجراحية، وقد يحدث أحيانا بدون سبب, لكنه ليس السبب في تأخر الحمل، لأنه لا يتصل لا بالرحم ولا بالمبيض، بل يتوضع في جدار البطن فقط.
نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.