السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
وفقكم الله، ورزقكم ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة علي هذا العمل الطيب.
سؤالي: أعاني من حساسية مزمنة طول الشهر تقريبا، وما يمر بي أسبوعان إلا أصاب باحتقان وأحيانا التهاب في الصدر، وكحة مصحوبة ببلغم، أفيدوني بالحل؟
سؤال: هل النوم داخل الغرفة المغلقة مع التكييف أو فرش المسجد يسببان هيجان الحساسية؟ وهل يوجد خطورة في تكرار استخدام دواء الحساسية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو المنذر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحساسية هي ارتكاس مناعي خاطئ للجسم تجاه التعرض لمواد استنشاقية (عطور, بخور, غبار, العت المنزلي, الفطور, الحشرات, الحيوانات, النباتات...) أو طعام عن طريق الفم أو بالالتماس الجلدي, وكذلك هناك محسسات فيزيائية مثل ظروف جوية معينة كتغير درجات الحرارة والرطوبة، أو التعرض للتيار الهوائي أو أشعة الشمس...
هذه الحساسية تتظاهر بحسب العضو المتأثر في الجسم، ففي الصدر تكون على شكل ضيق بالنفس وسعال جاف، وقد يكون مصحوبا بالبلغم أحيانا، وقد يترافق مع صوت الوزيز أثناء الزفير (ربو).
لا شك بأن التكييف بما يسببه من تغيير في درجات الحرارة، وكذلك من تيار الهواء الذي يعطيه المكيف، بالإضافة لبعض أنواع الفطور التي تتراكم بداخل المكيف بسبب الرطوبة بداخله, كل هذه من أسباب التحسس الصدري لدى المرضى الذين لديهم الاستعداد للتحسس.
كما أن السجاد والموكيت بما يحويه من غبار وزغب صوفية أو قماشية تتطاير عند المشي عليه، من عوامل التحسس أيضا.
يمكن عمل اختبارات للتحسس لديك، وهي إما جلدية أو دموية، وبعدها نتعرف على العوامل التي تتحسس لها.
خطة العلاج تتضمن في البداية -ولدى كل مرضى التحسس- الوقاية, فعند معرفة العوامل التي تسبب التهيج التحسسي لديك سواء من خبرتك الشخصية بالتعامل مع هذه العوامل, أو بالتحاليل التي ذكرتها لك، لابد لك من الابتعاد عن هذه العوامل, ثم هناك العلاج الدوائي بمضادات التحسس الفموية، إلا أن الاستخدام المديد لهذه الأدوية الفموية لم تتم دراسته؛ ولذا لا ينصح به.
يمكن أيضا استخدام بخاخات الكورتيزون الصدرية الموضعية، وكذلك فإن استخدامها المديد قد يسبب الالتهاب الفطري في البلعوم، ولذلك يجب مراقبة البلعوم أثناء استخدامها، وفي حال ظهور التهاب فطري يعالج بمضادات الفطور الموضعية والفموية, ويمكن استخدام البخاخات الصدرية بشكل متقطع (أي نوقفها لعدة أيام كل أسبوعين أو ثلاثة لإراحة البلعوم، ومنع تشكل الفطور).
الحل الآخر هو: العلاج المناعي، حيث وبعد إجراء اختبارات التحسس التي ذكرتها يمكن تركيب لقاح خاص بحالتك، وهذا اللقاح يعطى كنقط تحت اللسان، أو إبر تحت الجلد، وتستمر هذه المعالجة على مدى ثلاث سنوات، يصل بعدها المريض للشفاء من هذه المواد التي يتحسس لها، والآلية هي تعديل الاستجابة المناعية للجسم تجاه هذه العوامل أو المحسسات من استجابة تحسسية إلى استجابة مناعية طبيعية.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.