السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجه منذ ثلاث سنوات، وعندي طفل عمره سنتان وثلاثة أشهر، وأحب زوجي لأنه طيب وفيه بعض الأشياء التي أحبها في الرجل، ولكن كل أسبوع يجب أن تكون هناك مشاكل على أسباب تافهة، مثلا أكون قد تعبت في ترتيب البيت على الرغم من ضعف صحتي -لأني أعاني من فقر الدم المنجلي ودائما ظهري يؤلمني- وعندما أرتب تكون هناك قمامة أو شيء لا يعمل أو حتى لعبة مكسورة، وعندما أرميها يقيم البيت ولا يقعده، رغم أنه ليس بخيلا والبيت لا ينقصه شيء، ويعطيني مصروفي ولا أطلب منه شيئا، حتى ألعاب وملابس ولده كلها من عندي وأنا أعطيه من مصروفي، وهو 300 ريال.
وحتى أنه لا يقول لي: شكرا على كل ما تفعلين، كأني خادمة، ولما أتناقش معه يقول أني المخطئة، رغم أن ولدي كثير الحركة وأتعب كثيرا معه، ولم يساعدني زوجي يوما في إمساك طفلي حتى عندما أكون أطبخ، بل يجلس زوجي يشاهد الأسهم أو الكرة، ولا يريد طفله قريبا منه، لكن ولدي يحب أباه، ولما يراه يزيد في الحركة لأنه يرغب في اللعب مع أبيه، فيطلب أبوه أن أنقله لغرفة أخرى ولا يخرج منها، وطبعا حينها أذهب للجلوس مع طفلي لأن قلبي يؤلمني عليه.
أنا لست مقصرة في شيء، ساعدوني لأني لا أريد أن تتفاقم المشكلة أكبر من هذا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هاشم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال والثناء على زوجك، ونسأل الله أن يصلح لكم الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال، وأن يقر أعيننا بصلاح الرجال والعيال.
قد يصعب على الطفل أن يلعب دون أن يخرب، وليس من المصلحة حبسه أو تقنين اللعب له، ومن المهم مشاركته في لعبه، ومن الضروري أن يتفهم زوجك حاجة طفله إليه، كما أرجو أن يفوز زوجك بقدر من الهدوء خاصة بعد عودته متعبا من العمل، ونتمنى أن يخصص وقتا لطفلك ويأخذه ويخرج به إلى فناء المنزل، ولا مانع من أن يذهب به لمكان آمن في الخارج ليفرغ بعض ما عنده من الطاقة.
وأرجو أن لا يحملك تقصير الزوج في الثناء على مجهوداتك على التأثر أو التوقف، واعلمي أن معظم الرجال يعبر عن حبه وتقديره بالعطاء، وليتنا علمنا حاجة زوجاتنا إلى الدعم المعنوي والثناء، ونحن ننصحك بالتأقلم والتكيف مع الأوضاع، وعدم إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، ويبدو أن المسألة سوف تحتاج لبعض الوقت، فلا تتعبي أعصابك، وندعوك إلى تغيير طريقتك في التعامل، وركزي على إيجابياته وضخميها واجعليها مدخلا إلى قلبة، وطريقا إلى تحسين الأوضاع، ولا تحاولي الابتعاد عنه بالكلية، وغيري مواعيد نوم طفلك ليكون لك وقت خاص، واجتهدي في تهيئة البيت لراحته بأن تناموا معه وتستيقظوا في الوقت الذى يضمن لك ولطفلك الراحة والقرب من والده.
ورغم أننا لم نتعرف على طبيعة عمل زوجك إلا أننا نؤكد أن الرجل يجدد عواطفه بالبعد، خاصة بعد أن يشبع عاطفيا ثم يعود مشتاقا إلى أهله بعد خروجه من كهفه.
ووصيتنا لك بالتقوى، ونكرر لك دعوتنا بالاستمرار فيما أنت عليه من الخير، وتوجهي إلى من بيده الخير واصبري فإن العاقبة للصابرين.
ونسأل الله أن يديم الألفة وأن يلهم زوجك السداد والرشاد.