السؤال
السلام عليكم.
أنا في قلبي شيء من القسوة للعاصي وشيء من الغلظة، فكيف أعالج هذا الأمر؟ أريد الرحمة في قلبي، وأريد أيضا القراءة في سير الصالحين، فماذا تختارون لي من كتاب أقرؤه؟
هل كتاب (مختصر مناهج القاصدين) جيد؟ وهل له أجزاء أم هو كتاب واحد؟ لأن هناك شخصا اختاره لي، جزاه الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AMR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا، واهتمامك – أيها الحبيب – بقلبك وإصلاحه وطرد القسوة والغلظة عنه أمر يدل على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك، ونسأل الله تعالى أن يبلغك ما تتمنى من صلاح القلب والعمل، وأن يجعلك مفتاحا للخير، وأن ييسر لك كل ما يرضيه.
لقد أصبت – أيها الحبيب – حين أدركت أهمية معالجة قسوة القلب، والنصوص من القرآن والسنة التي تتكلم عن القلب وأثره على عمل الإنسان كثيرة، ويتسع هذا المقام لسرد شيء منها كثير، ولكن كفينا منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وأن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).
وإصلاح القلب – أيها الحبيب – يحتاج منك إلى صبر ومجاهدة، والأخذ بالأسباب، ومن تلك الأسباب:
- الإكثار من ذكر الله تعالى.
- ملازمة الصالحين من العلماء والعباد.
- محاولة الرفق والإحسان إلى المحتاجين من الناس، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (امسح رأس اليتيم يلين قلبك).
- تذكر الآخرة.
كل هذا – أيها الحبيب – له أثره البالغ في إصلاح القلب وحياته، فمادة حياة القلب هي العمل بما جاء به الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- من الوحي في القرآن ومن صحيح السنة، فهذه هي مادة حياة القلب، وهي سبب صلاحه، فكلما كان حظك منها أوفر كانت حياة قلبك أتم، والمصحابة والمجالسة له أثر بالغ في هذا، فاحرص على مجالسة الصالحين وقضاء أوقاتك معهم، واقرأ سير الصالحين، وما أكثر الكتب التي تتكلم عن الصالحين وعن سيرهم، منها المختصر ومنها المطول، فـ (سير أعلام النبلاء) للذهبي - رحمه الله تعالى – من المراجع الحسنة في هذا الباب، ومنها (حلية الأولياء) لأبي نعيم، وقراءة السيرة النبوية وما فيها من الآداب فيه زاد نافع، ومن أحسنها كتاب (زاد المعاد) لابن القيم، رحمه الله تعالى.
ما ذكرته من اقتراح بعض الناس أن تقرأ مختصر (منهاج القاصدين) هو اقتراح حسن، فهو كتاب عظيم النفع كبير الفائدة، وهو مكون من جزء واحد.
نحن ننصحك عموما بالإكثار من قراءة كتب ابن القيم - رحمه الله تعالى – فإنه قد اعتنى بهذا الجانب اعتناء كبيرا، لاسيما في بعض مؤلفاته، ومنها كتاب (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)، والجزء الأول من (إغاثة اللهفان) و(طريق الهجرتين) و(مفتاح باب السعادة) فهذه كتب عظيمة النفع، وله كتاب عظيم جدا في بيان طريق العبادة والوصول إلى الله بالتفصيل، وهو (مدارج السالكين).
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.