عنف والدي وقسوة أمي منذ الطفولة سبب لاكتئابي وسوء تعاملي مع زوجي

0 323

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكركم على حسن تفاعلكم مع المستشارين ولكم خير الجزاء، تشجعت بعد أن تابعت استشاراتكم العديدة المتميزة أن أرسل لكم مشكلتي وهي:
أنا فتاة متزوجة منذ سنتين وسبعة أشهر، لدي بنت صغيرة، أسعى أن يتوفر لي منزل يرضي الله ويكون قدوة للمسلمين، ألبس اللباس الشرعي، وأجاهد نفسي للمحافظة على الصلوات التي تكون ثقيلة علي بسبب اكتئابي، وعدم الإحساس بالراحة وعدم وجود رغبة في فعل شيء.

أعاني من صراع في علاقتي الزوجية، وإمكانية الطلاق جراء سلوكي الذي هدم علاقتي بزوجي، فأنا كثيرا ما أتسبب بالمشاكل من لا شيء، أهمل بيتي رغم حبي للنظافة، لا أكترث لما يقول زوجي رغم حبي له، وهذا لا يحصل إلا في بيتي ومع زوجي، أعاند كثيرا وأخالفه رغم معرفتي أنني أحيانا مخطئة، أتكاسل في القيام بواجباتي، وأحس في معظم الوقت بالحزن والكره نحوه، وأي لوم من زوجي تنفعل معه أحاسيسي، رغم أنه على حق، وأصبح عصبية إلى حد الانهيار والتفكير في الموت، حقيقة أظن أن حياتي الخاصة قبل الزواج لها دور في هذا، فقد تعرضت لضغوطات نفسية جراء الشجارات التي تحصل يوميا بين أبي وأمي، كان أبي عنيفا لفظيا ومعنويا وكان يستعمل الضرب للانتقام من أمي، وكان يستعمل أسوأ الألفاظ إلى حد بكائي.

وعندما كبرت قليلا حد العاشرة تحملت رغما عني مسؤولية أخي المولود حديثا، وعدم رضاهما دائما بما أقوم به، فمع كل بكاء لأخي أتحمل اللوم، ومسؤولية المنزل كانت ثقيلة على عاتقي، كنت قبل التزامي أروي قصصا خيالية كثيرة، وأسعى أن أنقل فقط ما يحزن -والله المستعان- فكان ذلك يريحني بأن أكون محط اهتمام، منعتني أمي من المخالطة واللعب والأصدقاء وكانت شديدة الحرص على مراقبتي خوفا علي، اعتدت في صغري على أن كل شيء أفعله بعد موافقة أمي عليه، وأي شيء تختاره أمي لي لترضى، ولا تهتم لرأيي وتفرض علي فقط ما تريد، فأنا لا أقرر ولا أشارك ولا أختار، أحس أني عديمة الثقة في نفسي، عنيدة جدا ولا أشعر أبدا بالرضا، حاولت تغيير نفسي وسلوكي مرارا وتكرارا لكن لم أنجح.

هل أعاني حقا من مرض نفسي يستحق العلاج؟ وما هو تفسير ما يحدث لي؟ وهل يوجد حل لما يحدث لي؟ فأنا مرهقة ومللت العيش بهذه الطريقة السيئة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يعينك على القيام بحق زوجك والأطفال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لقد سرنا فهمك لمواطن الإشكال، وحسن توضيحك لما يحصل، وهذا مما يؤكد لنا أنك قادرة -بحول الله وقوته- على أن تتغيري لتسعدي وتسعدي، والنجاح في عدم تكرار تجربة والديك، مثلما فعل ابن الرجل الفاشل عندما قالوا له: ما الذي قادك للنجاح؟ فقال فشل والدي، والأمر لن يكون صعبا -بحول الله وقوته- عندما يتوفر الفهم والاكتشاف لنقاط القوة، ثم تحويلها إلى منارات للنجاح.

ونحن ننصحك بما يلي:
1- اللجوء إلى الله.
2- المحافظة على الأذكار والصلوات فإنها سبب لبلوغ العافية، وهي برنامج للحماية.
3- تعوذي بالله من شيطان لا يريد لك الخير، وتذكري أن هم هذا العدو هو إدخال الأحزان على أهل الإيمان، وسعادته في خراب البيوت فعامليه بنقيض قصده، فهو العدو الذي أمرنا الله بمعاداته ومخالفته، ولا تتحقق العداوة للشيطان إلا بالطاعة لمالك الأكوان.
4- اعتذري لزوجك وعبري له عن حبك واطلبي مساعدته.
5- عليك بقراءة الرقية الشرعية على نفسك، واطلبي من زوجك أن يقرأ عليك أو يبحث لك عن راق يخاف الله ويتقيه.
6- لا تستسلمي للإحباط، واعلمي أن لصبر الزوج حدودا، وأن العناد إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.
7- لا مانع من زيارة طبيبة نفسية، ونؤكد لك بأنك أول طبيبة لنفسك.
8- أشغلي نفسك بالخير، وتحركي في منزلك بالعمل قبل أن يشغلك الشيطان بالأفكار السالبة.
9- تواصلي مع موقعك بعد تنفيذ ما طلب منك.
10- اتقي الله في سرك وعلانيتك.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات