السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب في الثامنة والعشرين من العمر، أشتكي من غدة ليمفاوية تحت الإبط الأيمن والأيسر. والحمد لله، التي تحت الإبط الأيمن اختفت وتلاشت تماما، عدا أثر يسير فقط على شكل جيب صغير، لكنها لا تؤلمني، ولا تفرز أي إخراجات.
لكن المشكلة في الغدة التي تحت الإبط الأيسر، هي الآن تلاشت، ولكنها تركت أثرا يفرز شيئا كالصديد؛ مما يؤثر على الملابس في المنطقة تحت الإبط، علما أنه لا يوجد أي تورم، سوى فتحة يسيرة فقط تفرز الصديد، وأحيانا يأتيني ألم، ويتكون ورم على شكل حبة البازلاء، وينتهي الأمر بزوالها، وإخراج ما فيها، ويزول الألم، وهكذا.
ذهبت فيما مضى إلى الطبيب قبل خمس سنوات تقريبا، فأخبرني أنها غدة ليمفاوية، ووصف لي مضادا حيويا مع فوار، ولكن لم أراجعه مرة أخرى.
الرجاء أريد دواء يمنع تلك الإفرازات. ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أن الالتهاب الذي حدث في الغدد الليمفاوية في الإبط؛ أدى إلى حدوث ما يشبه الخراج، وبعد خروج الصديد من ذلك الخراج ترك جيبا عبارة عن قشرة الغدة الليمفاوية، وقناة تصل إلى الجلد الخارجي، وتنزل الإفرازات من الخلايا الموجودة في تلك القشرة من خلال الفتحة إلى الخارج.
وقد يحتاج الأمر إلى استئصالها، أو توسيع تلك الفتحة، والغيار المستمر، وتناول مضاد حيوي مناسب. ومن المضادات الحيوية المناسبة لتلك الالتهابات (Klacid 500 mg) مرتين يوميا لمدة (7) أيام، مع تناول مسكن مثل (بروفين 600 مج) ثلاث مرات يوميا.
والانتفاخ المؤلم الموجود في بعض مناطق من الجسم ومنها في الرقبة، هي غدد ليمفاوية ملتهبة؛ نتيجة التهاب العضو القريب منها، والذي تقوم تلك الغدد بسحب مادة الليمف من أنسجته، وهي مادة تمثل الرشح الناتج عن الخلايا، وهذا يشبه ما نسميه في حياتنا اليومية بالصرف الصحي، أو الماء الناتج عن الغسل، والحياة اليومية.
كذلك فإن خلايا الجسم ينتج عنها بعض السوائل المرتشحة، ويقوم الجهاز الليمفاوي المتكون من الغدد والأوعية الليمفاوية بسحب تلك الارتشاحات في اتجاه القلب، وإذا حدث التهاب في مكان ما، مثل: الأذن الخارجية، أو التهاب في فروة الرأس؛ ينتج عن ذلك التهاب في تلك الغدد، وزيادة حجمها عن الحجم الطبيعي، مع الإحساس بالألم.
وعلاجها بالمضادات الحيوية المناسبة، والمسكنات؛ فيقل حجم تلك الغدد، ويختفي تقريبا الشعور بالألم، ولكن تظل تلك الانتفاخات ظاهرة، ولا تختفي تماما، ولا قلق منها، وهي موجودة لدى كثير من الناس دون أدنى قلق أو خوف.
وفقك الله لما فيه الخير.