السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي بدأت قبل 8 أعوام، حيث كنت أعاني من عدم اتزان ودوخة، فذهبت إلى طبيب أذن، فقام بتحويلي إلى طبيب سمعيات، والذي عمل لي تخطيطا للسمع، وكذلك قياس السمع، ثم حولني إلى طبيب مخ وأعصاب؛ لأنه -وحسب كلامه- هناك شيء ما وراء الأذن، لا يعرف ما هو بعد مشاهدته نتيجة التخطيط.
ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب، فطمئنني بعد الكشف الأكلينيكي، إن ما أعاني منه أمر طبيعي من الإرهاق، ووصف لي أدوية للدوخة ومهدئات.
ومنذ تلك السنوات والدوخة وعدم الاتزان تصيبني من حين إلى آخر، لكنها اشتدت علي قبل شهرين، فهي تصيبني بشكل نوبات لمدة دقيقة، وسأصفها لكم:
تصيبني هذه الدوخة بعد أن أحرك رأسي أو جسمي أو نظري، وأشعر وقتها بزغللة في العيون، ولا أشاهد ما حولي مع فقدان التركيز، لدرجة أنها أصابتني قبل عدة أيام، واعتقدت أنني سوف أموت، فأخذت أبحث عن الجوال لأتصل بأخي؛ ليأخذني إلى المستشفى، وبعدها بدقائق رجعت لحالتي الطبيعية.
وفي اليوم التالي ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب، وأخبرته ما أعانيه، فأخبرني أن الأسباب كثيرة، منها: خشونة الرقبة أو الإرهاق أو قلة النوم، ووصف لي هذه الأدوية: بيتاسيرك 16، وستوجرون 25، وجنكة.
بصراحة أنا أخشى أن أكون مصابة بورم، لذلك لم أعمل أشعة الرنين المغناطيسي؛ لمعرفة نوع هذه الدوخة وعدم الاتزان والزغللة، عندما أحرك جسمي أو رقبتي أو حتى نظري.
أرجوك يا دكتور ما هي الحالة التي أعاني منها؟ وهل الأورام بهذه الأعراض؟ خاصة أنه بعض الأحيان أشعر بصداع شديد جدا، ولا يسكنه إلا مسكن بونستان.
سؤالي الثاني من بعد إذنكم، أرجو الإجابة عليه من قبل المتخصصين في الجهاز الهضمي.
بعد عمل المناظير لوالدتي والتحاليل، وجدنا أنها تعاني من تقرحات بالقولون، ومرض كرونز، وأميبيا، وحساسية من القمح، أرجو نصحنا بالمسموح والممنوع من الأطعمة، وهل هناك علاج بالأعشاب لهذه الأمراض؟ وفقكم الله، وزادكم خيرا ونعيما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم إبراهيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدوخة والدوار وعدم الاتزان وتسارع نبض القلب، له علاقة بالدورة الدموية، وبالسوائل الموجودة في الأذن الداخلية The labyrinth، والتي تشمل القوقعة the cochlea والقنوات المتعامدة على بعضها البعض semicircular canal، والأذن الداخلية مسؤولة عن ترجمة ذبذبات الطبلة في الأذن الوسطى، وانتقالها إلى العصب السمعي، ومسؤولة أيضا عن الاتزان، ووجود أي خلل في ذلك الجهاز يؤدي إلى الطنين، أو الوش في الأذن، وكأنه نبض يسمع مع نبضات القلب.
والعلاج الموصوف ممتاز ويساعد في الشفاء -إن شاء الله-، ولكن لا مانع من عمل أشعة رنين مغناطيسي للإطمئنان، والقياس الدوري لضغط الدم يتعلق بإزالة شمع الأذن، في حال وجوده؛ لأنه يمثل أحد أسباب الدوخة وضعف السمع، مع البعد عن الضوضاء، وأخذ قسط من الراحة، خصوصا في القيلولة، والنوم الكافي ليلا ما لا يقل عن 6 أو 7 ساعات، وحبوب نونستان جيدة، لا مانع من تناولها لعلاج الصداع عند الضرورة.
ولتقوية الجسم والمناعة، يمكنك تناول كبسولات رويال جلي، وكبسولات أوميجا3 يوميا كبسولة واحدة، بالإضافة إلى أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل، مرة واحدة كل 6 شهور، والحرص على التغذية الجيدة، وسوف يمن الله عليك بالشفاء -إن شاء الله-.
ومرض كرونز Crohn disease هو مرض التهابي مناعي يصيب القناة الهضمية بدءا من الفم وحتى الشرج، ويصيب أكثر ما يصيب الأمعاء الدقيقة، وبداية الأمعاء الغليظة (القولون)، ويتميز هذا الداء بتقرحات تؤثر على كل طبقات جدران الأمعاء، أي يصيب المعي كاملا، الغشاء والعضلات، وهذا يفرقه عن بقية الأمراض المشابهة التي تصيب فيها التقرحات الطبقة السطحية فقط.
الغذاء الصحي المناسب لذلك المرض: هو الجبن الأبيض واللبن منزوع الدسم، والأرز والخبز الأبيض؛ لأن الألياف تؤذي البطن وتزيد من حساسية القمح، ويمكن تناول البطاطس المسلوقة، والمكرونة بدون صلصة، والأسماك المشوية والدجاج، مع الابتعاد عن الدهون؛ لأنها صعبة الهضم، وكذلك الابتعاد عن الأطعمة الحارة والأطعمة الجافة، والفشار والمكسرات، وتناول أطعمة قليلة الألياف التي لا يحتاجها الجسم، حيث أن البراز في حالة ليونة دائمة، ولا يحتاج ألياف لزيادتها، مع تناول سوائل بشكل مستمر؛ لتجنب الجفاف، وهذا المرض يحتاج إلى متابعة في المستشفى؛ لأن له عدة مجموعات من الأدوية، من بينها حبوب الكورتيزون، ولكن يجب تناولها تحت إشراف طبي؛ حتى يمكن سحبها بالتدريج.
وفقكما الله لما فيه الخير.