السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فهل نزول المادة المخاطية من الأنف إلى البطن يسبب أمراضا؟ وأنا أعاني من ضيق في أنفي وزيادة في هذه المادة.
فهل هذه أعراض لمرض معين؟ وهل هناك فحوصات معينة يجب علي عملها.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأنف يفرز عبر غشائه المخاطي نوعين من السائل المخاطي في طبقتين:
إحداهما لزجة، وتوجد على السطح، ونظرا للزوجتها فإن الجراثيم وذرات الغبار تلتصق بها.
أما الطبقة الثانية فهي أقل لزوجة، وتوجد تحت الأولى، وتعمل كالحزام السيار الذي ينقل الحقائب في المطارات، حيث تقوم بنقل الطبقة العليا بما تحويه من جراثيم وغبار إلى تجويف الأنف، ثم إلى البلعوم بسرعة سنتمتر في الدقيقة، وهذه الطبقة تحتوي على أنزيمات تستطيع أن تقضي على كثير من البكتريا والفيروسات، بينما يتم التعامل مع الباقي بعد ذلك عندما يبلع إلى المعدة.
وتبلغ كمية السائل المخاطي الذي يفرز يوميا من الأنف والجيوب الأنفية التابعة له -في الحالة الطبيعية غير المرضية- تقريبا ليترا واحدا، جميعها تدفع بواسطة أهداب مجهرية في مخاطية الأنف للخلف نحو الفتحتين الخلفيتين للأنف باتجاه البلعوم، وبالتالي إلى المريء فالمعدة، وهذه هي الدورة الطبيعية للمخاط الأنفي، ولا تسبب الأمراض، ولا يشعر بها الإنسان الطبيعي.
وأما بالنسبة للضيق في الأنف وزيادة الإفراز المخاطي لديك؛ فسببها التهاب مزمن في الأنف قد يكون تحسسيا، والفحص أولا هو الفحص السريري في العيادة، والتنظير التلفزيوني لكشف كافة زوايا الأنف، وكذلك التصوير الشعاعي البسيط والطبقي المحوري لكشف الجيوب الأنفية كافة، وعلاقتها مع تراكيب الأنف الأخرى.
وبحسب الحالة يتم العلاج حيث يعالج التحسس بالوقاية من العوامل المحسسة لك كالعطور والبخور والغبار.
وبالعلاج الدوائي لمضادات التحسس الفموية ( كلاريتين, إيريوس, فيكسوفينادين, سيترزرين ..)، وببخاخات الأنف (الكورتيزونية) الموضعية ( فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت .. ).
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.