السؤال
السلام عليكم.
أنا في حالة طلاق، أم لابنة أحبها كثيرا وليس هذا بغريب، تزوجت هذا الرجل ولم أحبه، لم يعرف قلبي الحب يوما، إلى أن أنجبت ابنتي هذه، نكبني زوجي وأفرغ محل الزوجية ورماني خارجا أنا وابنتي الرضيعة وعمرها 6 أشهر خارج المنزل، وغير الأقفال؛ والسبب أنه تعرف على أخرى أكثر مالا وجمالا.
قصدت حينها شخصا لا أعرفه وإنما يعرفه أخي له خبرة في أمور القضايا، حينها مدني بمساعدة عادية في ذلك الوقت، كنت أذوق المرارة القصوى، ولكن بمجرد أن خرج هذا الشخص من منزله إلي حتى أني شعرت بقشعريرة لم أعرفها في حياتي، إلى هذه الساعة يدي تؤلمني منذ أن سلمت عليه، واليوم لي 3 سنوات وهو يعينني دون أن أقابله، فإن قابلني أو قابلته نشعر كلانا بالحب والاحترام ورغبة البوح، لكن كان يمتنع أن يبوح وأمتنع أنا أيضا؛ لأني لم أطلق بعد، فالقضية قائمة الذات، إني أتعذب مع العلم أن قراري في الطلاق لا علاقة له بما حصل أبدا، كما أني أعشق ابنتي إلى حد الجنون، ولذا أفكر في مصحلتها ولو كان ذلك على حساب كل شيء عزيز علي.
أنا اليوم محتارة في موقفه، فهو يحبني وقد أصبح اليوم مريضا؛ لأنه لا يوجد حل أمامه إلا الانتظار، وهو خائف من أني أحب زوجي وسأرجع إليه، ولكنني لا أريد هذا الزوج منذ الوهلة الأولى التي تزوجته فيها، فقد حصلت أشياء أضرت بي، صدقوني لم يقع بيني وبينه سوى كلام أعين، ولكني مريضة غير قادرة على المواصلة، وهو أيضا، وكلانا لا يستطيع البوح نظرا للوضعية، فهل هذا فعلا حب أم وهم؟
وشكرا لكم .
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يلهمنا الهدى والرشاد، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فلا شك أن كل ظالم سوف ينال جزاءه، فإن الله يمهل ولا يهمل سبحانه، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)[الشعراء:227].
وإذا كان هذا الرجل الذي وجدت منه المساعدة قد تعرفت عليه بواسطة أخيك، فالصواب أن يتولى أخوك متابعة هذه القضية، وأن يجنبك التعامل مع الرجال، فإن المرأة بضعفها تميل إلى من يحميها ويدافع عنها، وإذا لم يكن الرجل من محارمها فلا يجوز لها أن تخلو به أو تتوسع معه في الكلام؛ لأن الإسلام لا يعترف إلا بالعلاقات المضبوطة بأحكام الشريعة.
وإذا انتهت قضيتك بالفراق مع الزوج الأول وانقضت العدة، فعليه أن يتقدم لخطبتك من محارمك، وأن يأتي البيوت من أبوابها، ولا يجوز للزوج الأول أن يتركك كالمعلقة، وأرجو أن تجدي من القضاة الشرعيين من يحسم هذا الأمر ويلزم ذلك الزوج بالقيام بواجبات تجاه بنته، من حيث النفقة والتعليم والرعاية.
والمسلم وكذلك المسلمة إذا وجدت في نفسها ميلا لشخص ولا سبيل لها إليه لأي سبب من الأسباب، فعليها أن تتقي الله وتصبر وتكتم هذا الأمر، وتبتعد عن الأماكن التي يوجد فيها ذلك الشخص، وتشغل نفسها بالقرآن والطاعة، وتملأ قلبها بحب الله ورسوله، وتلتزم سبيل العفة والطهر، ونشكر لكما هذا الكتمان وعدم البوح بالمشاعر، ولا يجوز لكما الخلوة لأن الشيطان هو الثالث، وأرجو أن تجدي من محارمك من يكفيك متابعة هذه القضية حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وإذا حصل لك الاستمرار مع هذا الزوج أو رزقك الله بغيره، فاحرصي على الاهتمام بزينتك، وأظهري لزوجك المشاعر الطيبة حتى لا يلتفت إلى غيرك من النساء، ولا تجاملي أحدا في مسألة الاختيار؛ لأن رحلة الزواج طويلة وتعتريها كثير من العقبات والأزمات.
ولا يمكن للحياة الزوجية الصمود والاستمرار إلا بالمودة والرحمة بعد توفيق الله والحرص على طاعته، فأكثري من اللجوء الله، واحرصي على تقواه، (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)[الطلاق:4].
نسأل الله لك التوفيق والسداد.