ما العلاقة بين الإصابة بالسرطان وبين اضطراب الهرمونات وعدم انتظام الدورة؟

0 324

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 16 سنة، بدأت الدورة الشهرية في عمر 11 سنة و4 شهور، وحاليا الدورة غير منتظمة، وكنت أشك أنني مصابة بسرطان الثدي منذ كنت في الإعدادية، حيث أنني سمينة، فوزني 90 كلغ، وطولي 160 سم.

أحس بألم خفيف في صدري، أحيانا في الجهة اليمنى، وأحيانا في الجهة اليسرى، وأعاني من تكيس المبايض، واضطراب الهرمونات، وصدري كبير، والحلمة أحيانا تنكمش، وعندما ألمسها ترجع إلى طبيعتها، ويخرج منها شيء صلب يشبه الملح.

في شهر رمضان نزلت من الحلمة إفرازات بيضاء خفيفة لمدة ثلاثة أيام، وعند مسحها وجدت نقطة بسيطة جدا من الدم، واعتقدت وجود خدش أو جرح في الحلمة، ولم أصب بتلك الحالة مرة أخرى.

كذلك فإن في الثدي شعيرات سميكة، عندما أسحبها تخرج، وكنت سابقا أمارس العادة السرية بالدش المائي، فهل هذه احتمالات الإصابة بالسرطان؟

معلمتي أصيبت بالسرطان وهي في عمر 17 سنة، وكان بسبب اضطراب الهرمونات، ووراثة من أمها، وهذا الشيء سبب لي الخوف، علما أن ليس في عائلتي حالات الإصابة بالسرطان -والحمد لله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ NouRye حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لماذا نفكر في السرطان تحديدا؟ هل للهروب من المسؤولية؟ ونترك ما هو أخطر من السرطان على حياة الفتيات، ألا وهو السمنة، أو ربما لأن السرطان أمر يفرض على المريض، ويصبح لا حول له ولا قوة، أما السمنة فهي بأيدينا، والواجب الابتعاد عنها، وعند حدوثها الواجب بذل الجهد في التخلص منها، وعدم تحميل السرطان ما فعلناه ونفعله بأنفسنا.

ليس لما تعانين منه علاقة بالسرطان، ولكن السمنة تؤدي إلى تكيس المبايض pcos، والتكيس يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها، وإلى نزول إفرازات بيضاء من الثدي، وإلى ظهور الشعر في الثدي والذقن والبطن، وإلى ظهور حب الشباب.

والتكيس حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وتظل متحوصلة داخل المبايض، وهذا يؤدي إلى تكيسها، وبالتالي يحدث خللا في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهذا يؤدي إلى ارتفاع هرمون الذكورة، وهو السبب في ظهور حب الشباب، وظهور بعض الشعر في الصدر والبطن والذقن.

وارتفاع هرمون الحليب يؤدي كذلك إلى خلل وتأخير في الدورة الشهرية وعدم انتظامها، وإلى احتقان وثقل في الثديين، وإلى نزول تلك الإفرازات البيضاء من الثدي، والسمنة هي السبب الرئيسي في كل ذلك.

وبالتالي يجب العمل على إنقاص الوزن في الشهور القادمة، وهو كما قلنا العنصر الأساسي في العلاج، من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا بعد الأكل، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.

ولإعادة تنظيم الدورة وعلاج التكيس، وبالتالي الآثار المترتبة عليه، يمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا العلاج ليس الغرض منه منع الحمل -لأنك فتاة-، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع حبوب Ferose F قرصا واحدا يوميا، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لتقوية العظام ومنع مرض الهشاشة.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه قليلة السكر والخضروات بشكل يومي، مع شرب مغلي أعشاب البردقوش والمرمية، وتناول حليب الصويا، ولكل تلك الأشياء بعض الخصائص الهرمونية، التي قد تفيد في علاج التكيس وتحسن التبويض، وبالتالي ضبط الدورة الشهرية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات