السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: أريد أن أسأل بعض الأسئلة. أنا أعاني من اضطراب الأنية منذ 9 سنين تقريبا، واستعملت الزولفت لفترة، ثم السبراليكس لفترة طويلة جدا، ولكن دون جدوى، واستعملت دواءmg 3 lexopam أيضا، ولكنه ساعدني على الاسترخاء فقط لا أكثر، وبعد فترة أوقفته لخوفي أن أدمن عليه، وفكرت في أن أحاول مرة أخرى طالبا التوفيق من الله، وذهبت إلى طبيب فوصف لي دواء invega 3mg حبة مساء، مع السبراليكس، واستعملته لمدة ثلاث أشهر، وقال لي إنه سيساعدك كثيرا في هذا الاضطراب، فأخذت الدواء، ولكنه سبب لي شعورا قاتلا، حيث كنت أشعر بأشياء غريبة لا أدري كيف أصفها؟ وكل ما أكلمه يقول لي استمر عليه، وبعد فترة تتحسن، ولكن بعدها أوقفت الدواء لما فعله بي من آثار، وأثر علي جدا.
السؤال يا دكتور: لماذا إلى الآن أعاني من الشعور الذي سببه لي دواء الانفيجا؟ مع أني أوقفته منذ أكثر من شهرين ونصف؟ وكيف أتخلص من آثار هذا الدواء بشكل نهائي؟ وأشعر بأني لم آخذه من قبل، فهو فعلا أتعبني، ولم أتحسن عليه أبدا، بل أصبحت أعاني منه أكثر من أي شيء، -ولله الحمد-.
أخيرا دكتور: هل هناك علاج حديث لاضطراب الأنية وفقدان الذات؟ وهل هناك بعض الطرق مثل التنبيه المغناطيسي للدماغ، ونوع معين من المضادات الأفيونية تفيد جدا في هذا الاضطراب موجودة في الدول الأوروبية؟
وهل رياضة المشي لها دور في هذا الاضطراب؟ فأنا امشي كل يوم لمدة ساعة منذ فترة طويلة، ولكني أشعر بأن حالتي صعبة ولا تخف أبدا.
أعتذر عن إطالتي، وشكرا جزيلا لكم على مجهودكم الرائع وفقكم الله، وجعله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اضطراب الأنية هو أحد الحالات النفسية التي حولها الكثير من الجدال واللغط فيما يخص المعايير التشخيصية، وكذلك أنواعها، وحقيقتها، وهنالك الكثير من الغموض حول هذه الحالات، وتجد أن الذين يعانون من هذه الحالة كل له أعراضه، وقل ما تجد تطابقا بين الناس، لذا تجد أن هنالك مجموعة من الأطباء النفسيين يشككون حتى في مصداقية وجود هذا التشخيص، وهنالك من ذهب إلى أن هذا التشخيص هو نوع من الوسواس وليس أكثر، وهنالك من جعله شبيها لبعض الأمراض الذهانية، لذا تجد أن بعض الأطباء يميلون لاستعمال جرعات صغيرة من الأدوية المضادة للذهان.
الأمر – أخي الكريم – لا يخلو من شيء من التعقيد، لكن هذا لا يعني أبدا أن تتشاءم حول المستقبل؛ لأني أعرف أن هنالك من عالج هذه الحالة من خلال التجاهل والإصرار على التجاهل، وتناول الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والوساوس، مثل الـ (سبرالكس Cipralex)، والـ (فافرين Faverin) على وجه الخصوص، وكذلك اللسترال، وهنالك أيضا من استجاب لـ (بنزوديازبين Benzodiazepines)، ومنها عقار (ألبرازولام Alprazolam) على وجه الخصوص.
قد أفادني أحد الإخوة الأخصائيين النفسيين – وهو صاحب خبرة كبيرة – أن من أفضل العلاجات لاضطراب الأنية هو العلاج السلوكي؛ لأنه بالفعل المرضى غير متطابقين في أعراضهم، ولديهم علل نفسية أخرى بجانب هذا الاضطراب، هنالك من يعاني من الوسواس، هنالك من يعاني من الاكتئاب، هنالك من يعاني من مشاكل في الشخصية، لذا يجب أن يوجه العلاج حول هذه الجزئيات الأخرى، وهذا يساعد على علاج أو اقتلاع الحالة الأصلية، وهي اضطراب الأنية.
فيا أخي الكريم: إن استطعت أن تتواصل مع معالج نفسي أعتقد أن ذلك أفضل لك، وتدارس معه الحالة أولا بأول ليتم النظر في أمر التشخيص؛ لأن مراجعة التشخيص مهمة من وقت لآخر، وبعد ذلك يمكن أن توضع الآليات العلاجية التي قطعا سوف تتسم بشيء من العلاجات الدوائية، والعلاج عن طريق الأساليب النفسية.
بالنسبة للعلاجات الأخرى مثل التنبيه المغناطيسي للدماغ والتغذية الراجعة والعلاجات المشابهة: هنالك من يقول أنها تفيد، لكن هنالك من يقول أيضا أن هذا التأثير هو مجرد تأثير إيحائي وليس أكثر من ذلك.
بالنسبة لمضادات الأفيونات: ليس لدي علم أبدا إن كان أيا منها يفيد في مثل هذه الحالة، ولا أعتقد أن هذه المركبات سوف تفيد في مثل هذه الحالات.
المشي – أخي الكريم – رياضة جيدة ورياضة مفيدة، ولا شك أن الرياضة هي التي تساعد على ترميم الخلايا الدماغية، هذا أمر لا شك فيه، فلا تتوقف عنها، -وإن شاء الله تعالى- تفيدك في جوانب أخرى، حتى وإن لم تفدك في موضوع ما تعاني منه من حالة أتعاطف معك جدا فيها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.