السؤال
أعاني من كثرة الشك والوساوس، والخوف من كلام الناس، وأحاول أن أرضي الناس في كل تصرف، وأتضايق لو أن أحدهم انتقدني في تصرف معين.
كذلك لدي خجل كبير من ردود فعل الناس حتى على شكلي، أو ملابسي، ولذلك أحاول الابتعاد عن الناس في التجمعات الكبيرة، وأفضل أن أكون وحدي، وأشعر دائما بأنه يجب أن تكون كل تصرفاتي صحيحة، وألا ينتقدني أحد.
وهذا الأمر سبب لي مشكلة كبيرة، وهي أني أصبحت عاجزا عن اختيار عروسة لأتزوجها، فلو قابلت بنتا طيبة ومتدينة، ولكن مثلا لها أخ سلوكه سيء، فأرفض الزواج منها بحجة ماذا سيقول الناس عني إذا تم الزواج بيننا ولها أخ سيء مثل هذا؟
ومرة أخرى قابلت بنتا طيبة وملتزمة، ولكنها كانت قصيرة القامة فرفضت الزواج منها بحجة كيف سيكون شكلي أنا وهي في (الفرح)، وأنا طويل القامة، وهي قصيرة؟
بالإضافة إلى أن لدي خوفا من ليلة الدخلة، وكيف أني سأتكشف على زوجتي؟ وهي أيضا ستتكشف علي، وهكذا أصبحت حياتي مذبذبة، بالإضافة إلى قلة الطموح، على الرغم أني في صغري كنت طموحا جدا، ومخططا جيدا لمستقبلي.
أرجو وصف الدواء المناسب لحالتي، مع خطة علاجية محكمة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعرضت لمشكلتك هذه فيما سبق، وأنا أقول لك قبل الحديث عن الأدوية: لا بد أن تصحح مفاهيمك وتكون أكثر ثقة في نفسك، فليس هنالك ما يدعوك أبدا للشعور بالدونية، وعدم اختيارك لتلك الفتاة قد يكون فيه شيء من المنطق، بالرغم من أنها بنت طيبة وممتازة، لكن ما دام هنالك عدم تناسق فيما بينكما من الناحية الجسدية فهذا أيضا قد يكون مبررا حتى وإن كان واهيا، لكن لا أريدك أبدا أن تجلد نفسك حيال قرارك هذا، واسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة وأن يرزقها الزوج الصالح.
أنت تحتاج الآن أن تبني شبكة من التواصل الاجتماعي وسط أناس ليس من طبيعتهم انتقاد الآخرين، أنت محتاج أن تكثف جهدك، أن تبني علاقات مع الصالحين والطيبين والمتدينين من الشباب، وأصحاب العلم والمعرفة والطموحات، هؤلاء – أيها الفاضل الكريم – لن تحس وسطهم بأي نوع من الانتقاد أو الشعور بالنقص، حيث إن ما يصدر منهم من رسائل مباشرة وغير مباشرة كله مطمئن المحتوى، هذا معروف ومثبت تماما.
والنقطة الثانية هي: أن تسعى أن تنضم لأي نوع من الجمعيات الثقافية أو الرياضية أو الخيرية، هذا ستجد فيه شيئا من الراحة والأريحية؛ لأنك تتعامل مع مجتمع فيه مصداقية، فيه إخوة، فيه أهداف سامية يسعى لها الجميع، سوف يأتيك الشعور بالجماعية الإيجابية كما تسمى، هذا أيضا يساعدك.
والنقطة الثالثة هي: أن تسعى دائما لمساعدة الضعفاء، إن كنت تشعر أنك ضعيفا وأقل من الآخرين فمساعدتك للضعفاء سوف تجعلك تحس أنك ذو قيمة أمام الآخرين.
بما أن حالتك في جلها نوع من القلق والوساوس والمخاوف الافتراضية التي يمكن أن تحقر وتستبدل بما هو ضدها، تناول دواء بسيطا أيضا سوف يساعدك، وأعتقد أن عقار يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex)، والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون جيدا جدا، وأنت لا تحتاج أبدا أن تتناوله لمدة طويلة، ابدأ بخمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما – تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.