ابني عمره 6 سنوات ولديه تأخر في الكلام والتركيز .. ما نصيحتكم في علاجه؟

0 450

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود استشارة حضرتكم في مشكلتين مرتبطتين ببعضهما:
الأولى: ضعف التركيز لدى ابني البالغ من العمر ست سنوات وشهرين، وذلك أن ابني متأخر في الكلام، فهو حتى الآن لا يتكلم إلا بكلمات قليلة حفظها ويكررها، ولا يحاور الآخرين حتى من هم في سنة، فقط يلعب معهم ويضحك ويصرخ دون أن يتحدث معهم، رغم أنه ممتاز في الحفظ، فقد حفظ قرابة نصف جزء النبأ منذ بداية العام الدراسي في الروضة إضافة إلى المحفوظات الأخرى كالأذكار والأدعية والأناشيد، كما أنه مشترك في أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم، حيث يتعلم النورانية وقد استفاد؛ ولكنه لم يتحسن في الكلام إلا شيئا طفيفا، وإن تحدث بشي فيكون صوته منخفضا جدا لا تكاد تسمعه إلا إذا جعلت أذنك بالقرب منه، كما أنه لا يتحدث مع الغرباء ويرمي ببصره إلى الأرض عند السلام أو مواجهة الآخرين.

والمشكلة الثانية: هي أنه لا يزال يتبول على نفسه في حال يقظته حتى الآن، خاصة عندما يكون مشغولا باللعب، أو بمشاهدة التلفاز، أو يكون خارج المنزل، أحيانا يسارع إلى دورة المياه، وغالبا يتباطأ حتى يبلل نفسه، ولا يتحدث أنه يريد الحمام، ونحن نحاول تعليمه بدون تعنيف، ولكنه لا يركز فيما نقوله له أو لا يفهم حديثنا له، فيكرر نفس المشكلة فننفعل أحيانا، ونصرخ عليه بسبب شعورنا بشيء من الإحباط لتكرر المشكلة حتى هذا السن رغم كثرة محاولات تعليمه وإرشاده بهدوء.

أرجو التفضل بتشخيص المشكلة، ونصحنا بالعلاج والطريقة السليمة للتعامل مع الولد.

جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذا الابن يحتاج إلى تقييم بواسطة أطباء الصحة النفسية للأطفال واليافعين، والحمد لله تعالى يوجد قسم ممتاز جدا هنا في دولة قطر، هنالك مجمع معيذر، وهو موجود في منطقة معيذر، وهو يتبع لمؤسسة حمد الطبية، سوف تجدين فيه هذا القسم الذي أشرت إليه، كل المطلوب هو أن تذهبي إلى المركز الصحي وتأخذين تحويلا من المركز، ثم تذهبين لمقابلة المختصين هناك.

السبب في نصيحتي لك بأن يقيم هذا الابن بواسطة المختصين هو أن تحدد مصادر قوته المعرفية، وكذلك نوع ضعفه المعرفي، الطفل من الواضح أنه جيد لدرجة كبيرة، لكن لديه شيء من الانطوائية أو الخجل أو الانكباب على الذات مما جعله لا يتفاعل اجتماعيا بالصورة الصحيحة، وله مخاوف من التحدث مع الغرباء، كما أنه يرمي بصره إلى الأرض كما ذكرت.

والنقطة الأخرى هي: لا بد أن يتم تقييم كامل له، خاصة فيما يتعلق بذكائه ومقدراته المعرفية، ومقدراته التخاطبية، هذا أمر ضروري جدا.

هو يحفظ – الحمد لله تعالى – نصف جزء من القرآن، وهذا أمر جيد ومشجع، لكن الحفظ ليس هو أفضل أو أهم مقدرات الإنسان المعرفية، فأعتقد أنه من الضروري أن يقيم الطفل من ناحية ذكائه، من ناحية تواؤمه الاجتماعي، ومن ناحية نضوجه الوجداني المناسب لعمره.

قضية أنه يبلل نفسه: أعتقد أن هذا أيضا أمر مهم جدا، هو لا يعاني فقط من التبول الليلي، لكن لديه هذه المشكلة حتى في أثناء اليقظة، فأعتقد أن تقييمه مهم جدا، دعي الطبيبة في المركز الصحي لتقوم بفحصه فحصا سريرا وإكلينيكيا، وتجرى له الفحوصات الطبية اللازمة، والتي يجب أن تشمل تحليل البول، وعلى ضوء ذلك سوف يقرر إن كان السبب عضويا أم السبب هو سبب نفسي مرتبط بمقدراته المعرفية، وفي هذه الحالة سوف يكون العلاج عن طريق الإرشادات والتوجيهات وربما الأدوية التي سوف يصفها الطبيب النفسي.

من ناحية عامة – أيتها الفاضلة الكريمة – نصيحتي لك هي: أن تعطوا هذا الطفل فرصة ليتفاعل مع أقرانه من الأطفال، هذا مهم جدا؛ لأن الطفل يتعلم من الطفل، ومن جانبكم أيضا من خلال التحفيز والتشجيع أعتقد أنه يمكن أن يتقدم بصورة تدريجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات