السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ سنة وأربعة أشهر، حملت بعد زواجي بخمسة أشهر، ولكن عندما كنت حاملا في الشهر الثامن توفت طفلتي في بطني، واضطررت للولادة بالطلق الصناعي.
وفي أول أسبوعين بعد الولادة أخذت حبوبا؛ لإيقاف إدرار الحليب، وعملت جميع الفحوصات بعد النفاس وكانت طبيعية وسليمة، وأتتني الدورة الشهرية طبيعية في موعدها بعد 40 يوما، لكن هذا الشهر لم تأتني، ويوجد ألم وانتفاخ في بطني.
عملت اختبار الحمل في البيت مرتين، وذهبت للمركز الصحي، وأجريت اختبارا للحمل في الدم ولم يظهر أني حامل، علما أنه قد تمت ولادتي في 27/11 /2014، وأريد الحمل للتعويض عن النقص الذي أشعر به، فما السبب في تأخر الحمل؟
جزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سلمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.
كون الحمل قد حدث عندك بشكل طبيعي بعد الزواج ومن دون تأخير، فإن هذا بحد ذاته يعتبر أمرا مطمئنا ومبشرا، فهو يدل وبطريقة غير مباشرة على أن الأنابيب عندك سالكة، وعلى أن تحليل زوجك مخصب.
وإن كانت الدورة عندك منتظمة من قبل الحمل، فقد يكون تأخرها الآن ناتجا عن أن هرمون الحليب ما يزال مرتفعا، لكن إذا كانت الدورة غير منتظمة من قبل، أو كانت قد حدثت عندك زيادة غير طبيعية في الوزن خلال الحمل، فقد يكون عندك اضطراب هرموني وهو السبب في تأخر الدورة الآن، وبالتالي من الأفضل أن يتم عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية، وذلك كنوع من الاحتياط؛ وللتأكد من عدم وجود أي اضطراب في هرمون الحليب، أو الغدة الدرقية، أو تكيس، أو غير ذلك -لا قدر الله-.
كما يجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين؛ للتأكد من أنها سليمة، ولا يوجد كيس أو تكيس، والتحاليل التي يجب عملها الآن هي:
LH - FSH - TOTAL AND FREE TESTOSTERON - PROLACTIN - TSH-FREE T3 - T4 - DHEAS
ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح، ويمكن تنزيل الدورة بحبوب (بريمولت) إذا بقيت متأخرة لأكثر من 10 أيام.
إن كانت التحاليل طبيعية فلا داع للقلق، وأنصحك بتنظيم الجماع ليحدث في الفترة المخصبة من الدورة، وهي الفترة بين يومي 10-18 من بدء الدورة، وبتواتر من 36-48 ساعة، كما أنصحك بالعمل على خفض وزنك؛ لأن وزنك زائد بمقدار 21 كلغ عن الحد المقبول لطولك، وهذا سيساعد أكثر في حدوث الحمل، وسيخفض نسبة الإجهاض بعد حدوث الحمل.
ولا ننصح بإعطاء المنشطات مثل (الكلوميد) إلا إذا لم يحدث حمل بعد مرور سنة كاملة على الولادة، مع حدوث علاقة زوجية منتظمة، ذلك أن فرصة حدوث الحمل بشكل طبيعي في كل شهر هي بحدود 20% فقط، لكنها نسبة تراكمية، أي تزداد شهرا بعد شهر لتصبح بعد مرور سنة 85% تقريبا، وهذه النسبة تعتبر عالية جدا، ويجب الاستفادة منها قبل البدء بتناول المنشطات؛ لأن الحمل بطريقة طبيعية يبقى هو الأفضل للأم وللجنين.
نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.