السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
من يستطيع فهم رسالتي، والدخول إلى عالمي، ومحاولة فهم مشكلتي بشكل جيد، ومحاولة التدقيق فيما أكتبه، أتمنى منه الرد عليها بكل صراحة، وأريده أن يعطيني جوابا مقنعا، ومع أن رسالتي طويلة، لكني أعلم أنكم ستفتحون صدوركم لي، وترحبون بالسماع والنصيحة، فأشكركم جميعا.
في البداية: أطلب من الشخص الذي سيرد على رسالتي التحلي بالصبر، والقدرة على فهم شخصيتي، والقدرة على فهم ما في داخلي، وأريد أن تكون رسالتي هذه مفتوحة أمام جميع العالم؛ ليرى العالم ومن يمر بنفس حالتي، ويستفيد.
مشكلتي تبدأ منذ أن كنت في سن الـ 15، فمنذ ذلك الحين وأنا أعمل الكبائر كلها، لكني -والحمد لله- لم أزن، ولم أسرق، نعم كذبت، وخنت الصداقة، وتمردت على أهلي، وغضب علي أهلي، وكل شيء مكروه عملته، حتى إني شككت بوجود الله في الفترة الأخيرة -أستغفر الله العظيم-، والآن أصبح عمري 19 سنة، وما زلت على نفس هذا الحال، بل أسوأ.
أنام دائما، وحياتي ليس سوى نوم وأكل، و"فيس بوك"، وإنترنت، وأنا على هذا الحال منذ أن كنت في سن الـ 15، وإلى يومنا هذا، وأصبح وزني 75 كيلو بعد أن كان 55 كيلو، ولا أخرج من غرفتي إلا عند خروجي من الحمام، بمعنى آخر: أنا منعزل دوما، وكل الناس الذين أعرفهم تزوجوا وخطبوا، وأصبحوا رجالا إلا أنا، فما زلت أطالب أبي بالمصروف، وإذا شتموني أرد عليهم الشتيمة؛ حيث أنني افتقدت منهم الحنان كثيرا، وعشت معهم في جو تربوي صعب، كله عنف، وهذا الشيء ربما أثر علي قليلا.
أصحابي جميعهم تخلوا عني؛ لأنني فقير، ولا أملك المال، ولا أحب النفاق، مع أني كنت كريما جدا معهم، وأعطيهم كل شيء أملكه، ومصروفي الذي أقوم بأخذه من أبي.
حاولت تغيير نفسي، لكن بلا فائدة؛ فقررت أن أستسلم للموت؛ حيث إن جميع المصائب وجميع الأمراض أحاطت بي، وبدأت أشعر بقرب موتي.
في يوم من الأيام استيقظت من النوم، وكنت في داخل اللحاف الخاص بي، ووجدت ضربا قويا ينهال علي وعلى جسمي، وعندما رفعت اللحاف لأرى، لم أجد شيئا!
أصبحت أخاف أكثر من الأمور التي تحصل معي، وأهلي غير مهتمين بي؛ حيث إنهم يمنعونني من أبسط الأمور، وهي الصلاة.
أعشق بلدي فلسطين أيضا، لكنني أتمنى أن أهاجر منها؛ لأني أتمنى أن أعيش لوحدي.
أنا مؤمن جدا أن كل شيء قضاء وقدر، لكن الذي لا تعرفونه هو أني طوال عمري لم أرض بالقضاء أو القدر؛ وأحتاج ليد العون ولا أجدها؛ فلجأت لكم أنتم؛ فربما تكونون أملي الوحيد، لا أدري.
أشعر أن بداخلي شخصا آخر عدوانيا، وفي يوم من الأيام جلست على الكمبيوتر، فشعرت بشيء يضايقني، فقمت بخنق نفسي بشدة، حتى كدت أن أموت، وبعدها بمدة قمت بضرب رأسي بقوة من الأمام، وأصبحت نبضات قلبي سريعة، وأصبح رأسي يؤلمني من الخلف.
وذهبت للطبيب، فقال لي: لا تعد لذلك؛ لأنك ستفقد حياتك، لا أدري ماذا يحصل لي، أضرب نفسي دون سبب، حتى إني أكفر دون سبب، وأسب دون سبب، وإرادتي بالتغيير ضعيفة.
وفي النهاية أقول لكم: ما أعاني منه ليس مسا، أو وسواسا، أو جنيا؛ لأني ذهبت للمشايخ، وجميعهم قالوا لي: أنت بخير، فهل من يد عون تنقذني من الجحيم الذي يسكن قلبي ووجداني؟