السؤال
السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاما، تدخيني خفيف، وأحيانا لا أدخن، قبل شهر أصابتني نوبة من ضيق التنفس، ثم صاحبها حرقة في القصبة الهوائية ودغدغة في الحنجرة، صرف لي الطبيب مقشع ودواء حساسية، اختفت الحرقة والدغدغة، وبدأت نوبات الضيق بالاختفاء أيضا.
أصبت بالتهاب في الحنجرة قبل أسبوع وشفيت منه بعد يومين، بعد شفائي منه -تحديدا قبل 3 أيام- حدث معي شيء غريب أثناء استلقائي للنوم، وهو الكسل عند أخذ الشهيق، مما أدى إلى صعوبة في النوم السريع، فعندما أبدأ بالغفيان أتكاسل بأخذ الشهيق، فأصاب بالذعر ويدق قلبي، وتستمر هذه العملية إلى أن أنام، وإذا نمت فأنام مرتاحا، وتنفسي طبيعي.
استيقظت في اليوم التالي وذهبت للجامعة، وفي منتصف النهار أصابني تنميل وشعور بالغثيان، وفقدان تام للشهية، عدت للمنزل، ولم أتناول في ذلك اليوم، أصبت البارحة بدوخة أو كالشعور الذي يشعر به المرء عندما يضغط أحدهم على جبينه أو فوق عيناه، وأعلى أنفه، فذهبت وفحصت السكري، وكان 66 ، اليوم أفطرت جيدا، وفحصت وأصبح السكري 95، ولكنني عانيت قبل قليل من تعب خفيف في عضلات اليد، والفخذ، ومن دوخة خفيفة، كما أنني أعاني من مشكلة النوم السابقة.
ملاحظة: ذهبت إلى الطبيب قبل البارحة، وقال لي بأن لدي التهاب خفيف في أذني اليمنى، وطلب أن أجري cbc وb12، ولكن التنميل ذهب، فلم أقم بإجراء الفحوصات، كما أن أنفي يفتح ويغلق ولدي إسهال، ولكنه اختفى، وأيضا عانيت من وسواس خلال هذا الشهر الكابوسي، ففي الأول أصابتني شكوك سرطان الرئة، ثم اللوكيميا، ثم الدماغ.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad ehab حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أنك تعاني من قلق المخاوف، وقد تجسد لديك في شكل أعراض عضوية وجسدية، وقطعا المخاوف المرضية تقود الإنسان إلى كثير من الوسوسة مما يؤدي للشعور بالضيق والكدر وعدم الارتياح، ويبدأ الإنسان في رحلة المتاعب الخاصة بالتنقل بين الأطباء دون جدوى، وكل صباح وكل مساء تأتيه فكرة عن مرض جديد، أو علة جديدة أصيب بها، أو سيصاب بها.
أيها الفاضل الكريم: أنا أفضل أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، فالأمر بالنسبة لك من وجهة نظري يحتاج لذلك، أنت أعراضك جلها عضوية، لكن أؤكد لك أن منشأها وجوهرها ودوافعها نفسية، وأنت تحتاج لتناول أحد مضادات القلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، أو عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، أو عقار يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline).
وفي ذات الوقت تحتاج أن تقوم بضوابط سلوكية معينة، أهمها:
• ألا تتنقل بين الأطباء.
• أن تمارس الرياضة.
• أن تحسن إدارة وقتك.
• أن تحرص على صلواتك في المسجد.
• أن تحرص على الأذكار، فهي باعثة على الطمأنينة.
• أن تكون لك خطط تدير من خلالها حياتك؛ لأن الإنسان حين يفكر وتكون له برامج حياتية ومستقبلية وأهداف لا بد أن يؤدي ذلك إلى إزاحة الفكر السلبي الوسواسي؛ لأن المتناقضات لا تلتقي أبدا في حيز فكري واحد، بمعنى: الآمال والدوافع الإيجابية لا تلتقي أبدا مع الوسوسة والمخاوف، وإن جعلت التفكير الإيجابي هو ديدنك هذا يؤدي إلى إزاحة تامة للفكر السلبي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.